الدار- ترجمات
كتب الموقع الاخباري الاسباني ” cadenaser” أن التوقعات التي كانت تتحدث عن لقاء رسمي بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، و رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، تحطمت جميعها على صخرة لقاء لم يدم أكثر من 30 ثانية في بهو مكان انعقاد قمة “الناتو” بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، أمس الاثنين.
وأشار الموقع الإخباري الى أن ” الأخبار التي تحدثت عن لقاء بايدن وسانشيز في عز الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، لمناقشة موضوع الهجرة، فند صحتها حديث جانبي بين بايدن و سانشيز، وهما يسير جنبًا إلى جنب الى قاعة مؤتمر قمة الناتو، في التزام بالإجراءات الوقائية الصحية.
وتابع المصدر ذاته، أن ” الصور التي نقلها حلف الناتو على الهواء مباشرة، تظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لم يتحدث تقريبًا رقم إصرار سانشيز على الاستفاضة في الحديث، بل ابتعد بايدن بعد بضع ثوانٍ وترك رئيس الحكومة الاسبانية، بمفرده مع رفاقه في الممر المؤدي الى قاعة الاجتماع.
واعتبر الموقع الاخباري الاسباني أن “المحللين يشددون على أهمية استعادة العلاقات الثنائية بين اسبانيا، و الولايات المتحدة بعد مقاربة الأحادية التي نهجها الرئيس الأسبق، دونالد ترامب.
وفي هذا الصدد، نقل الموقع الاسباني عن الباحثة “كارلوتا غارسيا إنسينا”، من معهد “الكانو الملكي” ، قولها ان ” علاقات اسبانيا مع أمريكا في عهد ترامب كان يطبعها القليل من الانسجام السياسي”، مؤكدة أن ” اسبانيا اختارت معالجة قضايا مثل الاتفاقيات التجارية عبر بوابة بروكسل، لكن سلطات الاتحاد الأوروبي، على حد قولها، ليس لديها نفس الأولويات، على سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الزيتون الأسود”.
ودعت الباحثة الحكومة الإسبانية، الى تدقيق أولوياتها، بدل شغل وقتها بما يريده الأمريكيون، مبرزة أن ” اسبانيا يتوجب عليها أن تفكر فيما تريده من الولايات المتحدة وليس العكس”، مضيفة أن ” حرب الرسوم الجمركية هي إحدى القضايا العالقة مع الحلفاء الأوروبيين، مشيرة الى أن ” جو بايدن، الذي يتعرض لضغوط من جانب صناعة الصلب، سيتوخى الحذر عندما يتعلق الأمر بتحرير التجارة في المنتجات التي يمكن أن تنافس الشركات الأمريكية.
من جهة أخرى، أكد الموقع الاخباري الاسباني، أن ” التحية العابرة لجو بايدن لرئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، في قمة حلف الناتو، تأتي في لحظة حساسة تعيشها العلاقات الدبلوماسية الرباط ومدريد، بعد اعتراف ترامب بسيادة المغرب الكاملة على كافة أقاليمه الجنوبية.
وأبرز ذات المصدر، أن ” الرباط تريد من اسبانيا أن تحذو حذو أمريكا وتفصح عن موقفها الثابت من الوحدة الترابية للمملكة، مستبعدا تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن الاعتراف بمغربية الصحراء، بالنظر الى أن المملكة حليف استراتيجي للولايات المتحدة بسبب الوضع الاعتباري الرئيسي للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب”.
وتعليقا على هذا الأمر، قال رشيد الحديقي، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي في طنجة، ” المغرب يعتبر أنه من غير المقبول أن تقوم الحكومة الإسبانية بحملة لدى الولايات المتحدة وداخل الاتحاد الأوروبي ضد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء”.
وأوضح الباحث الجامعي المغربي أن ” الرباط بحاجة إلى أوروبا كشريك رئيسي لها”، مبرزا أن ” تحالف المغرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل هو تحالف استراتيجي”، معتبرا كذلك أن ” المغرب يجد في الصين شريكًا أكثر نشاطًا وفعالية من أوروبا في أوقات الاستقرار والأزمات الصحية”.