المواطنسلايدر

ارتفاع اسعار أضاحي العيد يؤرق المواطنين ومهن موسمية تنعش جيوب الشباب العاطل

تحرير: أحمد البوحساني- تصوير: منير الخالفي

بعد تحديد يوم عيد الأضحى المبارك بالمغرب والذي سيصادف الاربعاء 21 يوليوز 2021 ، انتعشت أسواق الماشية بكل المدن المغربية، والملاحظ هو الغلاء الكبير الذي تعرفه الاضاحي والذي يفوق القدرة الشرائية لعدد من الأسر المغربية خاصة أصحاب الدخل المحدود.


فقد عبرت فئة عريضة عن عدم قدرتها على توفير تكلفة الكبش إن ظلت الاثمان كما هي.

سبب الغلاء حسب الكسابة

في جولة بمختلف الأسواق يؤكد الباعة أنفسهم الارتفاع الكبير في اثمنة الاضاحي. حيث تختلف الأسعار عن السنة الماضية، بفارق لا يقل عن 500 درهم في اقل زيادة، بسبب ارتفاع كلفة العلف حسب المهنيين، فهذه السنة تتراوح اثمنة الاكباش المتوسطة الجودة مثلا ما بين 2500 درهم و3500 درهم، فيما يتراوح ثمن الاكباش الجيدة ما بين 4000 درهم و8000 درهم، حسب تصريحات مجموعة من الكسابين.


المهنيون يؤكدون أن أسعار الأضاحي عرفت ارتفاعا عن السنة الماضية، بسبب غلاء الأعلاف، حيث أن أسعار الشعير والذرة والحمص والخرطال سواء البلدي أو الرومي والفول، شهدت زيادة فاقت 50 في المائة، منذ بداية الجائحة ، وهذا هو العامل الأساسي لإرتفاع أسعار الأضاحي، رغم وفرة العرض هذه السنة، مؤكدين أن هناك ضعف في الإقبال على شراء الأكباش إلى حدود اليوم رغم تبقي حوالي 9 ايام على العيد.

مواطنون على أمل انخفاض الأسعار وينتظرون الفرج 

عدد من أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود يؤكدون عدم قدرتهم على توفير تكلفة العيد خصوصاً واننا نعيش مع تداعيات ومخلفات جائحة كورونا، فالعديد منهم لم يستطع سداد متاخرات الكراء والماء والكهرباء لشهور ، فما بالكم بتوفير كبش العيد في ضل الإرتفاع الكبير للاثمان والذي يفوق قدرت المستهلك. حيث صرح احد الشباب لميكرو الدار، وهو رب أسرة: “… انه يعيش دون ماء ولا كهرباء بعدما تم نزع العداد من منزله لانه لم يستطع أداء الواجب الشهري لازيد من 6 شهور…”


عدد آخر من المواطنين لم يقطعوا الامل، فربما ستعرف أسعار الأضاحي خلال الأيام المقبلة انخفاضا سيسمح لهم بشراء الأضحية ، لكن ان بقي الحال على ماهو عليه فلن يقوموا بشراء الأضحية لكون أن الأسعار تفوق مستواهم المعيشي.

ظهور مهن جانبية تنعش جيوب الشباب العاطل 

العيد هو فرصة مهمة لعدد من الشباب العاطل عن العمل من أجل ترويج بعض السلع الموسمية. فبطبيعة الحال بعد اقتناء أضحية العيد تحتاج الأسر الى عدد من الحاجيات وهذا ما يستغله شباب الحي ويتكلفون بمهمة توفيرها. ولعل أول ما يلفت الانتباه في الأزقة، كثرة نقاط بيع مستلزمات الأضحية. فتجد كل السلع المرتبطة بالعيد، ابتداء من مستلزمات ذبح الأضحية وسلخها ، والاعلاف ، والتبن، والفاخر ، ثم أواني شواء اللحوم التي تعرف طلب متزايد خلال هذه الفترة.


وفي هذا السياق، أكد احد الشباب يمتهن حرفة بيع الاواني الفخارية في تصريح للدار : ” منذ سنوات عديدة وانا امارس مهنة بيع مستلزمات العيد من اواني الفخار والفحم واواني الشواء ، وحتى (القنبة) حبل ربط الكبش في هذا المكان كلما اقترب عيد الأضحى، اما بالنسبه للاثمان فانها في متناول الجميع لان الهدف تقريب الحاجيات الى الأسر اكثر من الربح المادي، وهذا ما يجعله -كما يقول- يقبل بالقليل من الأرباح حتى يتسنى لجميع الفئات الشعبية شراء ما تحتاجه…”


وأضاف : “… ليس هناك ثمن موحد ، يمكنك أن تجد السلعة الواحدة بأثمان مختلفة، بل وقد يتباين الفرق في بعض الأحيان بين بائع وآخر بشكل كبير ، ضاربا مثال ذلك انه يبيع (مجمر) ب 40 درهم وستجده في مكان اخر ب 60 درهم…”
هي إذن أنشطة موسمية اعتاد أصحابها على التأقلم مع المناسبات والأعياد، في سعي لتوفير لقمة العيش ومورد رزق ينعش جيوبهم اولا، ويحاربون شبح البطالة مؤقتا.

والاكيد أن عيد الأضحى هو فرصة اقتصادية هامة تساهم في خلق حركة تجارية في القرى والحواضر المغربية ، وفي الأسواق اليومية والأسبوعية انطلاقا من نشاط الكسابين وتجار المواشي، وما يواكب هذه العمليات التجارية من أنشطة أخرى يمارسها الشباب والنساء، وتعتبر رغم موسميتها فرصة للربح المادي، خاصة مع تزامن عيد الأضحى لهذه السنة مع العطلة الصيفية لما لها من تكاليف، يعقبها الدخول المدرسي.

زر الذهاب إلى الأعلى