بعد شرب البنزين.. المكفوفون يهدّدون بتصعيدات من نوع “آخر”
الدار/ عفراء علوي محمدي
وجهت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب، أخيرا، نداء مفتوحا إلى المنظمات الحقوقية الدولية الوطنية، والحكومة المغربية، والمسؤولين والبرلمانيين والسياسيين، بعد مكوثهم أسبوعا داخل مبنى ملحقة وزارة التضامن والمساواة والأسرة والتنمية الاجتماعية، للمطالبة بإدراجهم في مسالك الوظيفة العمومية.
ودقت التنسيقية ناقوص الخطر بسبب ما وصته بـ"الوضع اللاإنساني الذي تعاني منه"، ملتمسة من الهيئات الحقوقية النظر لحالها بعين الرأفة "بعد أن رفضت السلطات إمدادنا بالماء والأكل لإرغامنا على مغادرة بناية ملحقة الوزارة الوصية، وتجويعنا لمدة أسبوع كامل، فقررنا بذلك شرب البنزين لوضع حد لمعاناتنا، ونخفف على الحكومة عبئنا" حسب نص النداء.
وأكدت التنسيقية، في النداء الذي توصل موقع "الدار" بنسخة منه، أن السلطات اضطرت إلى نقل المكفوفين جميعا إلى مستشفى ابن سينا لتلفي العلاج.
وفي تصريح للموقع، قال سعيد بنخطاب، عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفين حاملي الشهادات، إن الوضع الصحي للمكفوفين "مستقر، كما أن بعضهم غادر المستشفى"، وحول تداعيات شرب المكفوفين للبنزين، قال بنخطاب إنهم "قرروا الانتحار جماعة بشرب البنزين، وبعد أن تم ذلك تدخلت السلطات على وجه السرعة لنقلنا إلى المستشفى".
وبخصوص التصعيد الذي من الممكن أن يتخذه المكفوفون، قال المتحدث نفسه "نفكر في التصعيد بطبيعة الحال، والنضال مستمر ولا زلنا على دربه، وستكون تصعيدات من نوع آخر في حالة عدم النظر إلى هذا الملف والاستجابة لمطلبنا الوحيد الذي يتلخص في الإدماج في الوظيفة العمومية".
وسرد المكفوفون، في بيان توصل موقع "الدار" بنسخة منه، تفاصيل حول وضعيتهم النفسية والصحية داخل البناية، بعد أن كان مقررا أن ينظموا عملية انتحار جماعية بعد مهلة 3 أيام، إذا لم تستجب الحكومة والوزارة الوصية، من خلال "تقديم حل نهائي لملفنا العادل والمشروع في الوظيفة و العيش الكريم"، وفق ما جاء في البلاغ.
في اليوم الأول، حسب البيان نفسه، "زارنا ممثلو السلطة المحلية بهدف إقناعنا بالنزول والتخلي عن الاعتصام، لكننا طالبنا بحضور المسؤولين في الحكومة والوزراء المعنيين بملف الإعاقة و التشغيل وهو الأمر الذي لم يتحقق".
ثم في الأيام الموالية، أكدت التنسيقية أن المسؤولين رفضوا "إمدادنا بالماء والأكل"، وذلك بـ"قرار بلّغهم به مسؤول أمني رفيع المستوى"، معربة عن أسفها عن إهمال الحكومة والمسؤولين لأفرادها، واستغرابها لما وصفته بـ"التهرب من مواجهة المكفوفين والتحاور معهم، في الوقت الذي لم يرف للحكومة جفن شفقة على وضعنا"، حسب نص البيان.