إكسبو 2020 دبي.. المغرب في الموعد لتقاسم رؤيته الاستراتيجية لمستقبل مستدام أكثر
بمشاركة 192 بلدا، يلتئمون جميعا للتفكير في عالم الغد، سيكتب فصل جديد من التاريخ أثناء إكسبو 2020 دبي، الحدث الدولي الذي سيقام لأول مرة في بلد من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، علـى مـدى سـتة أشـهر مـن فاتح أكتوبـر 2021 إلـى 31 مـارس 2022. وسيكون المغرب في الموعد لتقاسم رؤيته الاستراتيجية لمستقبل مستدام أكثر. وذكر بلاغ للمنظمين أنه بفضل تموقعه في قلب “منطقة الفرص” القريبة من جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيـد عـن ساحة الوصل، القلب النابض لموقع إكسبو 2020 دبي، سيقترح الجناح المغربي فضلا عن معرض دائم، برمجة فنية، ثقافية، اقتصادية وعلمية متنوعة، وغنية وملهمة. وتتوخى المشاركة المغربية في إكسبو دبي 2020، دعوة زوار هذا الحدث الدولي إلى اكتشـاف أو إعـادة اكتشـاف المملكـة وتاريخهـا وهويتهـا وكفاءاتها وكـذا إنجازاتهـا الملموسـة في مختلف المجالات، وذلك تحت شعار “موروث للمستقبل.. من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة”.
وسيعرض الجناح المغربي أمام أنظار العالم، من خلال محاوره الثلاثة الرئيسية، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها المغرب.
جولة في الجناح وبين تجارب الحياة
من أجل تمكين الزائر من عيش تجربة متفردة، تم تصميم المعرض الدائم للمغرب، داخل جناحه، على شكل نزهة، تشمل أبوابا مفتوحة على 13 غرفة. كل من هاته القاعات، تشكل فضاء مميزا يقوم على عنصر المفاجأة التي تحدثها العناصر المعروضة والتي تمنح العديد من الفرص بهدف اكتشاف وإعادة اكتشاف المغرب والاستمرارية القوية التي تربط بين ماضيه وحاضره والمستقبل الذي هو بصدد بناءه.
إن فتح كل باب من أبواب الجناح، يجعل الزائر يكتشف وجها (جديدا) للمغرب: حركية ودينامية التطور (من خلال غرف “قابل سلفك”، و”المستكشفون المغاربة”، و”الحركة” و”الروابط والتنمية” و”اكتشاف أفريقيا” و”فنانو المغرب”)، وكذا التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض (غرف “فقاعة الحياة”، “حكايات الأرغان”، “قوة النباتات”، “إطلاق الطاقات”).
هذه الجولة المختلفة عن الزيارات المتحفية التقليدية، تجعل الزائر يغوص في تجارب تفاعلية أو تعليمية غامرة وقوية، لا تشمل الجسد فقط بل العقل والروح أيضا، بغية الوصول إلى جميع الجماهير.
وبالنسبة للفئات الشابة، يقدم الجناح المغربي تجربة ألعاب مبتكرة، تعتمد تقنية الواقع المعزز، من أجل تحفيزهم على البحث عن مجموعة من الإشارات، ومن ثم الوصول إلى حل ألغاز جديدة.
تقديم وجهة المغرب.. أرض الاستثمار والابتكار
باعتباره أيضا فاعلا في الابتكار العالمي، يقدم المغرب برنامجا للملتقيات العلمية والاقتصادية حول المواضيع الرئيسية لإكسبو 2020 دبي، وذلك داخل جناحه وأيضا داخل مختلف الفضاءات المتاحة داخل موقع إكسبو 2020 دبي.
ستهم الندوات والورشات واللقاءات المبرمجة، مواضيع تعنى بالمناخ، والتنمية المستدامة، واللوجستيك، والبنية التحتية، والتطور الصناعي، والاستراتيجية الفلاحية، والسياحة، والمالية، والتعاون الإفريقي.. سيحضرها فاعلون كبار في الاقتصاد المغربي: مؤسسات ومقاولات عمومية وخاصة.
وإلى جانب العشرة الأسابيع الموضوعاتية التي برمجها المنظمون، تعهد المغرب بتخصيص، أسبوع للمملكة المغربية ضمن برمجته، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، من أجل تسليط الضوء على جاذبيته الدولية، باعتباره مركزا عالميا للاستثمار.
هذا الأسبوع الذي سينظم من 10 إلى 16 أكتوبر، سيعرف برمجة عدد من الأنشطة العلمية والتجارية، وهو ما سيسمح بتسليط الضوء على مغرب حديث ومتصل، وتثمين فرص الاستثمار التي تتيحها المملكة، إلى جانب دينامية النمو الاقتصادي والإنساني المستدام والمدمج للأجيال القادمة.
وسيشارك وفد مكون من فاعلين عموميين وخواص في أشغال هذا الأسبوع الخاص بالمغرب. وستتناول جلسات تفاعلية مواضيع محددة تشمل جميع القطاعات ومدى تطورها، بهدف إبراز أمثل للمجال الاقتصادي المغربي.
أمثلة عن الأنشطة التي ستنظم خلال أسبوع المغرب:
– إطلاق الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات علامة “المغرب الآن” على الصعيد الدولي، وذلك يوم الأحد 10 أكتوبر، وهو الحدث الذي سيمي ز أيضا عملية إطلاق أسبوع المغرب، والذي سينظم تحت شعار الاستثمار في المغرب.
– سيتم تقديم العديد من الندوات الموضوعاتية، والتي ستقترحها وتحتضنها مؤسسات مثل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات في قطاع الصناعة والمجال الرقمي، والشركة المغربية للهندسة السياحية في مجال الاستثمارات السياحية، ومجموعة “مازن” المسؤولة عن ريادة وتسيير قطاع الطاقات المتجددة في المغرب بالنسبة للمواضيع المرتبطة بقطاع الطاقات المتجددة، ووكالة التنمية الفلاحية في القطاع الفلاحي، والقطب المالي للدار البيضاء في المجال المالي، إلى جانب لجنة إفريقيا في الاتحاد العام لمقاولات المغرب في مجال التعاون الإفريقي… وستعرف هذه الندوات مشاركة عدد من الفاعلين والمتدخلين المغاربة من المستوى الرفيع.
– الجلسة التي ستدور حول موضوع الآثار الاقتصادية للبنيات التحتية اللوجستيكية، سواء منها الخاصة بالموانئ أو السكك الحديدية أو الطرق، ستنظم يوم 14 أكتوبر على الساعة الثالثة بعد الزوال.
وسيتزامن تنظيم أسبوع المغرب مع تنظيم المنتدى العالمي لإفريقيا يومي 13 و14 أكتوبر 2021، والذي سيعرف مشاركة المملكة باعتبارها ثاني أكبر مستثمر إفريقي داخل القارة، كشريك أساسي للمنتدى. وسيكون هذا المنتدى، المنظم من طرف إكسبو 2020 دبي بتعاون مع غرفة التجارة في دبي، منصة للقاءات والنقاش حول فرص الاستثمار التي توفرها القارة الإفريقية.
أمثلة عن الأنشطة الرئيسية التي ستنظم خلال شهر أكتوبر، والتي تسمح بالاطلاع على التقدم الاقتصادي والعلمي الذي حققته المملكة:
– الإنجازات الكبيرة التي حققها المغرب في مجالات الطاقات المتجددة والانتقال الطاقي، والتي سيجري تقديمها خلال أسبوع المناخ والتنوع البيولوجي الذي سينظم في الفترة بين 3 و9 أكتوبر 2021. وسيكون المغرب ممثلا في هذه التظاهرة بالفاعلين الوطنيين الأساسيين، وهم كل من مجموعة “مازن”، ومجموعة “ناريفا هولدينغ”، ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، والمكتب الوطني للماء والكهرباء…
– زراعة الأركان والدور الكبير الذي تلعبه هذه الشجرة الأصيلة في المغرب، في مجال التنمية المستدامة. سيتم تقديم ذلك من طرف كل من وكالة التنمية الفلاحية، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، واتحاد تعاونيات النساء لإنتاج وتسويق زير أركان وهو أول تجمع لتعاونيات نسائية في المغرب. ستشارك رئيسة هذ الأخير، السيدة جميلة إدبوروس، في إطار جناح المرأة يوم 7 أكتوبر، من أجل التعريف بالأدوار التي تلعبها التعاونيات في تعزيز استقلالية النساء ولعبهن لدور مهيكل في الاقتصاد التضامني والاجتماعي الحديث.
– المبادرة المغربية “زليج إينفانت “، التي سيتم عرضها بتاريخ 07 أكتوبر بجناح “الساحة الجيدة”، وذلك بمبادرة من إكسبو 2020 دبي الذي يسعى إلى إبراز التجارب الناجحة لمبتكرين دوليين في مجال التدوير والتنمية المستدامة والتعدد البيولوجي.
– فرصة أخرى للتشجيع على المساواة بين الجنسين كمبدأ تدافع عنه المملكة، ستتاح في واحد من المجالات الأكثر أهمية: مشاركة رائدة الفضاء، الباحثة والمستكشفة مريم شديد، وذلك بجناح النساء الذي ينظمه إكسبو 2020 دبي، بمناسبة أسبوع الفضاء الذي سينظم بين 17 و23 أكتوبر. وسيبرز هذا النشاط مدى التوسع الذي تشهده الفرص المتاحة في مجال اقتصاد الفضاء.
وستتوالى العديد من التظاهرات بالأهمية نفسها، على مدار ستة أشهر من هذه البرمجة الاقتصادية والعلمية التي ستجعل المملكة محط الأنظار، وتضعها في قلب المواضيع التي تحيل على التحديات الكبرى المعاصرة، بروح التشارك والتعاون مع مجموع المتدخلين في إكسبو 2020 دبي. وسيشارك المغرب في ما يناهز 90 حداثا بصفته منظما أو متدخلا أو مشاركا، وذلك في إطار مختلف الأسابيع الموضوعاتية.
وباعتباره منصة عالمية فريدة، يشـجع إكسبو 2020 دبي على الإبداع وتعزيز الشراكات، ويتيـح إمكانيـة الدخول إلـى أسـواق جديـدة وتنمية الاسـتثمارات. ويضم جناح المغرب مطعـما رفيـعا ومساحات لتنظيـم الفعاليـات؛ لذلك، سـيكون الجنـاح فضاء مميـزا لعقـد اللقـاءات الثنائيـة، عبر منصة خاصة بالمقاولات وتنظيـم الفعاليـات بيـن صنـاع القـرار المؤسسـاتي والاقتصـادي مـن جميـع أنحـاء العالـم.
برمجة فنية وثقافية غنية
بالموازاة مع البرمجة الاقتصادية والعلمية، سيقترح المغرب، بجناحه وبمختلف فضاءات إكسبو 2020 دبي، برمجة فنية متنوعة، تهدف إلى تمكين الزائر من الاستمتاع بالدينامية الثقافية والاقتصادية المغربية وتنوع التراث المادي واللامادي. وستشهد الأشهر الستة العديد من المحطات واللحظات القوية، سيما “اليوم الوطني للمغرب”، يوم 26 دجنبر 2021، التاريخ الذي سيكون فيه المغرب ضيف شرف إكسبو 2020 دبي.
الروح التي تسكن هذه البرمجة الفنية تتمثل في إطلاع العالم على الجوانب المتميزة والعابرة للأجيال والثقافات، وتقديم صورة مركبة عن المملكة، وضمان بروز علامة “المغرب” خارج الديار.
وستتجسد البرمجة الثقافية والفنية في أشكال مختلفة: لحظات موسيقية قوية، وليالي الموسيقى والطعام من خلال “معارض الطبخ”، وعروض موسيقية ستقدمها 12 فرقة فلكلورية تمثل الجهات الاثنا عشر للمملكة، وعرض للأزياء المغربية من إبداع مصممين شباب ومخضرمين، وورشة ماستر كلاس للأطفال وورشات حرفية لفائدة الأطفال، ثم من خلال المشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ 50 لتأسيس الإمارات العربية المتحدة (اليوبيل الذهبي)، إلى جانب تظاهرة جدارية تشاركية ومعارض وعرض للأفلام…
وإكسبو 2020 دبي الذي سيقام من فاتح أكتوبر 2021 إلى الحادي والثلاثين من مارس 2022، يرحب بزواره من جميع أنحاء العالم، ليساهموا في صنع عالم جديد.
وبناء على سعيه إلى تحقيق شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”، يمثل إكسبو 2020 حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز تبادل الرؤى الجديدة ويله م التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية.
وسيوفر إكسبو 2020 دبي، كأكبر تجمع ثقافي في العالم، تجارب مدهشة وملهمة على مدى 182 يوما، وسيساهم في هذه التجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية، فضلا عن ملايين الزوار، لإقامة نسخة إكسبو الدولي الأضخم والأكثر تنوعا على الإطلاق.
وستلهم الزوار موضوعات إكسبو 2020 الفرعية، الفرص والتنقل والاستدامة، من أجل صون كوكبنا وحمايته، واستكشاف آفاق جديدة، وصنع مستقبل أفضل للجميع.
وعلى مدى ستة أشهر، سيكون إكسبو 2020 دبي وجهة عائلية لا محيد عنها، من خلال آلاف الفعاليات والتجارب الاستكشافية المبهرة وولوج مجاني للأطفال أقل من 18 سنة.
ويلتزم المعرض بضمان أمن زواره باتباع آخر التوصيات الصادرة عن أكبر الخبراء الدوليين في مجال السلامة الصحية.
يشار إلى أن إكسبو 2020 دبي هو أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويمتد موقعه على مساحة 4.38 كيلومتر مربع في “دبي الجنوب” قرب مطار آل مكتوم الدولي. ويمثل موقع إكسبو تطبيقا عمليا للابتكار وقد بني مع الأخذ في الحسبان أن يكون إرثا هادفا وملحوظا طويل الأمد، إذ سيتحول بعد اختتام فعالياته إلى دستركت 2020، الذي يشكل نموذجا لمجتمع عالمي يعيد رسم ملامح مدن المستقبل.
المصدر: الدار-وم ع