ماكرون: الحراك أضعف النظام الجزائري و الرئيس تبون عالق داخل هذا النظام الصعب
الدار- خاص
خلال لقاء أول أمس الخميس، دام ساعتين، مع 18 شابا فرنسيا من أصل جزائري ومن مزدوجي الجنسية، وبعض الجزائريين، أكد الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون أن ” النظام السياسي العسكري في الجزائر تم بناؤه على هذا الريع المرتبط بالذاكرة”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن ” النظام الجزائري متعب وقد أضعفه الحراك”، مبرزا أن ” الرئيس عبد المجيد تبون، عالق داخل نظام سياسي صعب للغاية” في إشارة مبطنة الى تحكم النظام العسكري في دواليب الدولة الجزائرية.
اللقاء الذي جمع الرئيس ماكرون بالشباب الفرنسيين من أصل جزائري، في قصر الإليزيه، خصص لمناقشة مسألة “مصالحة الشعوب”، بهدف تهدئة “جرح الذاكرة”، وفق صحيفة “لوموند” الفرنسية، التي كشفت تفاصيل اللقاء.
وأشارت الصحيفة الفرنسية الى أن ” ماكرون أراد أن يُخاطب هؤلاء الشباب بالذات، لأن نور وأمين ولينا وغوتييه ولوسي ويوان هم أحفاد مقاتلين في جبهة التحرير الوطني أو حركيين أو المعمرين العائدين (أقدام سوداء) ويهود”، مضيفة أن ” أحدهم هو حتى حفيد الجنرال سالان، الرئيس السابق لمنظمة الجيش السري (OAS) .
وأبرزت صحيفة “لوموند” أن الرئيس امانويل ماكرون استمع إلى هؤلاء الشباب وإلى ملاحظاتهم دون أن يقاطعهم، مشيرة إلى مداخلات رجاء، البالغة من العمر 20 عاماً، التي اقترحت أن تشكل الجزائر، من استعمارها إلى الحرب، “موضوعا أساسيا في مناهج المدارس الفرنسية”
وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة الفرنسية، أن ” الشابة لوسي، وهي حفيدة أحد الحركيين، وتبلغ من العمر 27 عامًا، اقترحت أن يلقي الرئيس الفرنسي خطابًا كبيرًا حول حرب الجزائر يقول فيه الحقيقة التاريخية (…). بينما اقترح يوهان، البالغ من العمر 35 عاما، وهو حفيد أحد اليهود المعمرين العائدين، اقترح “البناء المشترك” لأماكن الذاكرة في المنطقة. ولتحقيق ذلك، دعا إلى تسهيل إصدار التأشيرات حتى يتمكن الشباب من الجانب الآخر من القدوم لزيارتهم. وهذا هو موضوع الساعة في الوقت الراهن.
الرئيس امانويل ماكرون رد على المقترح قائلا : “لن يكون هناك تأثير على الطلاب ومجتمع الأعمال. سنقوم بالتضييق على الأشخاص ضمن النظام الحاكم، الذين اعتادوا على التقدم بطلب للحصول على تأشيرات بسهولة. هي وسيلة ضغط للقول لهؤلاء القادة إنه إذا لم يتعاونوا لإبعاد الأشخاص الموجودين في وضع غير نظامي وخطير في فرنسا، فلن نجعل حياتهم سهلة”.
كما أكد الرئيس الفرنسي، كذلك في رده على إحدى المداخلات، بأنه ” يريد إنتاجًا تحريريًا تبثه فرنسا، باللغتين العربية والأمازيغية، في المنطقة المغاربية، لمواجهة “التضليل” و“الدعاية” التي يقودها الأتراك، الذين “يعيدون كتابة التاريخ”، على حد تعبيره.
ووفقا لما أوردته صحيفة “لوموند”، فقد تساءل الرئيس الفرنسي خلال هذا اللقاء : “هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال”، بحسبه، مضيفا أنه ” كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي”.
وتابع في هذا الصدد :”أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تمامًا الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون. وهو أمر يصدقه الجزائريون”.