قصة مأساة “فرنسي” من أصول مغربية بابن سليمان
الدار/ بوشعيب حمراوي
فشل مصطفى وهبي الزوج الفرنسي من أصول مغربية في الحصول على وثائق تثبت هويته الفرنسية، وتضمن مستقبل زوجته وبناته الثلاث، بعد مرور عشر سنوات من البحث والتنقيب وطرق أبواب كل الجهات الرسمية بالمغرب وفرنسا. قال وهبي القاطن في منزل أسرته بابن سليمان، إنه يقتات من مداخيل عمله كمنظف للأسماك، وإنه ولد بالديار الفرنسية. وقد قام بإعداد كل الوثائق اللازمة، وبعثها إلى الجهات المختصة بفرنسا. كما سبق ونفذ اعتصامات وإضرابات عديدة عن الطعام رفقة بناته الثلاث (اللواتي صرن الآن شابات في مقتبل أعمارهن)، أمام القنصلية الفرنسية بمدينة الدار البيضاء، مطالبا باعتراف الجمهورية الفرنسية، بكونه مواطنا فرنسيا منسيا بالمغرب بدون وثائق ولا هوية.
وهبي البالغ من العمر 56 سنة، يعيش داخل غرفة مظلمة بلا ماء ولا كهرباء. عرضة للرطوبة والتسربات المطرية. هجرته زوجته فتحولت حياته إلى جحيم.
قال إنه ولد بمدينة (شاطودون) الفرنسية من أبيه محمد بن إسماعيل الذي كان يعمل حينها جنديا ضمن الجيش الفرنسي، وأمه التي كانت تقيم معه بالمدينة الفرنسية. ويتوفر على شهادة عقد ازدياد فرنسية، وشهادة من قاضي المدينة تثبت أنه فرنسي الجنسية.
وهبي يرفع نداء استغاثة، ويطالب بحقوقه في الجنسية الفرنسية وتعويضات عن السنوات التي قضاها في المعاناة والتشرد، مشيرا إلى أن أكبر جريمة ارتكبتها الدولة الفرنسية، إهماله بعد وفاته والديه وهو ما جعله يكبر فقيرا جاهلا عرضة لكل إشكال الضياع.
وأوضح أن والده كان من بين المدافعين عن وحدة وكرامة فرنسا، وأن موته كان بعد إصابته بأمراض مختلفة، أثناء قيامه بواجبه العسكري.
وأشار إلى أن ولادته كانت حدثا بارزا داخل الأوساط الفرنسية، حيث أن وزنه أثناء الولادة تجاوز العشرة كلغ، وأنه تم فتح بطن أمه داخل المستشفى المدينة من أجل إخراجه. كما أن خبر ولادته وصوره تصدرت حينها الصحف والقنوات التلفزيونية الفرنسية، حيث أن غرفة والدته بالمستشفى ومنزل الأسرة عرفت حينها تدفق المئات من الزوار الذي جلبوا الهدايا والمعونة.
نسخة من عقد ازدياده، تؤكد أن مصطفى ازداد بمدينة شاطودون يوم 5/10/1963 على الساعة السابعة والنصف مساء بالمستشفى المحلي(30 زنقة مادلين)، وأنه كان يسكن مع والده الجندي وأمه ربة بيت ب2 زنقة سانش فيل بنفس المدينة، و أن قاضي محكمة المدينة هو الذي منحه بتاريخ 5 شتنبر 1988 شهادة الجنسية الفرنسية بناء على عقد ازدياد الفرنسي والملف العسكري لوالده الجندي رقم 50-95010936.
حكى وهبي عن معاناته بالمغرب طيلة فترة طفولته بعد أن حرم من التعليم، وبعد أن بلغ سن الـ18،حيث رفضت الإدارات المغربية منحه الوثائق التي تثبت هويته، كما تنكرت له القنصلية الفرنسية رغم توفره على عقد ازدياد فرنسي وشهادة تثبت أحقيته في الجنسية الفرنسية.
أصبح نكرة وسط تسعة إخوة أشقاء له مسجلين بدفتر الحالة المدنية بالمغرب، كما أنه تزوج دون تحرير عقد الزواج، وأنجب يسرى ووفاء وظلت الأسرة بدون وثائق شرعية، إلى حدود سنة 2004. وأوضح أنه تمكن منذ تسع سنوات من الحصول على هويته المغربية الأصلية، رغم أن مصلحة الجنسية بقسم الجنسية والحالة المدنية بوزارة العدل سلمته رسالة (ملف عدد 35/99) تخبره برفضها منحه الجنسية المغربية. وأنه انتزع هويته المغربية بعد سنوات من الاحتجاج، حيث عقدت ابتدائية ابن سليمان جلسة مغلقة بإذن من سلطات عليا، وقضت بمنحه الجنسية المغربية. ليتم إنجاز كل وثائقه في ظرف شهر واحد، وأوضح أن طول انتظار الهوية المغربية، أثر سلبا على المستقبل التعليمي لابنتيه وفاء ويسرى اللتان تأخرتا في ولوج المدرسة، وعلى مستقبله في عالم الشغل.