الرياضةسلايدر

فصل المقال بين ملاكم أوكراني لبس البدلة العسكرية ونزل يحارب بالسلاح دفاعا عن بلده وزكريا المومني الذي قطع جواز سفر وطنه الأم بعدما رُفض طلب تمويل ناديه الرياضي

الدار- خاص

أظهرت الحرب الدائرة رحاها بين القوات الروسية والأوكرانية، حجم التضحية التي يبذلها المواطنون للدفاع عن حوزة بلادهم، وسيادة أراضيهم، وما الدعوة التي وجهها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الى المواطنين القادرين على حمل السلاح قصد التوجه إلى مراكز التدريب، واستجابة عدد منهم لدعوة الرئيس، الى أكبر دليل على ولاء الشعوب لوطنها في الشدائد والمحن.

وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، صور لجنود أوكرانيين، وهم يستبسلون في مواجهة المدرعات الروسية، والطائرات الحربية، بكل ما أوتوا من قوة، في رسالة قوية موجهة الى العالم، مفادها الولاء للوطن لا يباع ولا يشترى، و الوطنية هي أفعال قبل أن تكون أقوال، وخطابات تهجمية على شبكات التواصل الاجتماعي، كما هو ديدن مجموعة من خونة الدولة المغربية، المنتشرين في دول أجنبية.

فمقابل صور الاستبسال، والشجاعة التي أبان عنها الجنود الأوكرانيين، تتذكر ذاكرة مواقع التواصل الاجتماعي، ومحرك البحث “غوغل”، كيف عمد بطل من ورق اسمه “زكريا المومني” الى قطع جواز سفره المغربي، بعدما أحبطت السلطات المغربية بالدليل الملموس، محاولاته الاحتيالية التي كان يروم من خلالها ابتزاز المملكة المغربية قصد الحصول على أموال طائلة دون وجه حق من أجل انشاء نادي رياضي في فرنسا.

وعوض أن يصطف زكريا المومني، الى جانب وطنه ضد أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ومؤامرات من يستهدفون استقرار الوطن، اختار المومني لغة النعيق، واجترار أسطوانة “التعذيب” المشروخة، التي أضحت بضاعة بائرة يرفعها كل من فشلت محاولاته في ابتزاز الدولة المغربية.

وظل زكريا المومني منذ سنوات ينشر مقاطع فيديو على منصة “اليوتوب” يكيل من خلالها التهم الباطلة للدولة المغربية، ويتهمها، ويتهم مسؤولها بأقبح النعوت، محاولا تقمص دور المدافع عن حقوق الانسان في المغرب، والديمقراطية، والعزة والكرامة، قبل أن تكشف مقاطع وثائقية نشرت قبل أشهر، و بالدليل الملموس أن ” الرجل ليس سوى مسترزق، ومحتال كان يحاول بشتى الطرق الاستفادة من أموال الدولة المغربية بدون وجه حق، من خلال الدخول في مفاوضات مع مسؤولين مغاربة، انتهت بافتضاح أمره، وانكشاف ألاعيبه، وحيله، ودفعت عددا من “خونة الخارج”، الذي يدورون في فلكه، ويصطفون في صف الإساءة الى المغرب في الخارج، الى التبرؤ منه، بعدما اتضح بأن الرجل ليس ببطل، بل محتال ونصاب ليس الا.

فالحرب الروسية الأوكرانية ليست فقط مساحة لقادة الدول للبحث عن التهدئة، أو إعادة تموقع بلدانهم في خريطة العلاقات الدولية، بل فرصة لأمثال زكريا المومني، لاستخلاص الدروس، والعبر من مواطنين أوكرانيين، قد يختلفون مع بلدهم، وسياستها، لكنهم خلال المحن، والشدائد يصطفون الى جانبها، ويستبسلون في مواجهة الأعداء، تاركين كل خلافاتهم جانبا.

ان الوطنية التي يدعيها زكريا المومني في خرجاته الإعلامية المضللة، ومن يدور في فلكه من خونة “الطابور الخامس” لا تباع ولا تشترى، ولا توضع على محك تمزيق جوازات سفر، والمطالبة بأموال دون وجه حق، بل هي مواقف، ومبادئ، وتضحيات جسام، لا مكان فيها لمنطق “الربح والخسارة”، و “الاسترزاق” بل الوطنية تُعرف بـ”الفخر القومي، و التعلق العاطفي والولاء والانتساب لدولة أو أمة محددةٍ تدعم سلطته وتصون مصالحه”.

الحرب الروسية الأوكرانية، فرصة، اذن، لزكريا المومني، ليعيد مراجعة “دروس الوطنية”، التي يدعيها زورا وبهتانا، فالوطنيّة ليست مجرد كلمات تُكتب، وشعارات جوفاء ترفع، بل هي مشاعر تتدفّق تجاه الوطن بالحبّ والولاء والانتماء، و الاستعداد للدفاع عن الوطن في الشدائد والمحن”..فهل تصل هذه الرسالة على بساطتها “بطل من ورق”.

زر الذهاب إلى الأعلى