أخبار الدارسلايدر
بوريطة: المملكة رائدة في سياسة الهجرة.. و”ميثاق مراكش” خارطة طريق لمواجهة التحديات
الدار-خديجة الربيعي
قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، “إن النقاش الحالي حول قضايا الهجرة يعرف نوعا من التشنج والاستقطاب، إما أبيض أو أسود ، ولا يوجد نقاش هادئ أو عقلاني، بل يتم أحيانا استغلال قضايا الهجرة لأجندات سياسية أو إنتخابية”.
وأضاف المسؤول الحكومي في لقاء صحفي على هامش الاجتماع الوزاري الأول للبلدان الرائدة في تنفيذ ميثاق مراكش للهجرة المنعقد اليوم الجمعة بالرباط، أن “الهجرة لم تكن مشكلا، وقد أظهرت جائحة كوفيد 19 كيف ساعد المهاجرون بلدان إقامتهم من خلال العمل داخل المستشفيات وبلادنهم الأصلية عبر التحويلات المالية لأسرهم”.
وبخصوص الأهداف المتوخاة من الاجتماع الوزاري الأول للبلدان الرائدة في تنفيذ ميثاق مراكش للهجرة، أبرز بوريطة أنها تتمثل في “تنسيق المواقف بين الدول قبل الذهاب لمؤتمر الأمم المتحدة المرتقب انعقاده بنيويورك خلال شهر ماي المقبل”، على اعتبار أن “ميثاق مراكش” هو المرجعية الدولية في مجال الهجرة وأن تطبيقه هو الإجابة الأكثر فاعلية والأكثر وجاهة لمواجهة تحديات وإشكالات الهجرة، إلى جانب “تبادل المعطيات والمعلومات حول كيفية تنفيذ الميثاق وحول الصعوبات التي يمكن أن تواجه هذا التنفيذ على المستوى الوطني والإقليمي”.
وشدد الوزير أن هذا الاجتماع جاء من أجل التأكيد على أن “ميثاق مراكش” هو المرجعية الدولية “وهو ما سيجعل الدول تتحدث نفس اللغة والمنطق حول قضايا الهجرة”، يقول بوريطة، الذي أكد أنه بفعل الاستغلال السياسوي لهذا الملف أصبحت الحاجة لتوحيد المرجعيات والمصطلحات والأهداف.
وذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج برسالة جلالة الملك التي وجهها إلى المشاركين في مؤتمر مراكش المنعقد في دجنبر 2018، والتي قال فيها جلالته إن “الميثاق العالمي ليس غاية في حد ذاته، ولا يستمد معناه الحقيقي إلا عبر التنفيذ الفعلي لمضامينه”.
وتطرق المسؤول الحكومي أيضا إلى ريادة المغرب في مجال الهجرة على المستوى الوطني من خلال السياسة المعتمدة من قبل بلادنا منذ سنة 2013 والتي أعطت نتائج مهمة وأصبحت تعتبر مرجعا في السياسات الوطنية، وأيضا الريادة على المستوى الإقليمي والإفريقي والتي يبرزها الدور الذي أعطاه قادة إفريقيا لجلالة الملك كي يتحدث باسمهم بهدف توحيد دول إفريقيا حول لغة واحدة من خلال استرتيجية إفريقيا أولا وعلاقتها بشركائها ثانيا، إلى جانب ريادة المغرب دوليا بقيادة جلالة الملك والمتمثلة في متابعة تنفيذ هذا الإعلان.
وفي ما يتعلق بمخرجات هذا الاجتماع، قال بوريطة ” لقد تم تثمين دور جلالة الملك في قضايا الهجرة، والتزم المشاركون في هذا اللقاء بالدفاع عن “ميثاق مراكش” ليتم تنزيله بشكل كامل”.
يذكر أن الاجتماع عرف مشاركة 22 دولة، من أصل 28 دولة، رائدة في مجال تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة من مختلف القارات، بالإضافة إلى المنظمة الدولية للهجرة (OIM) وشبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة.
وتجدر الإشارة إلى أن ميثاق مراكش للهجرة هو ميثاق عالمي اعتمد سنة 2018، ويعتبر أول اتفاق تم التفاوض بشأنه ما بين الحكومات، وتم إعداده تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة.