فاجعة بوقنادل.. القصة الكاملة
الدار/ مريم بوتوراوت
اهتز الرأي العام الوطني، اليوم الثلاثاء، على إيقاع فاجعة بمنطقة بوقنادل بين مدينتي القنيطرة وسلا، والتي تسبب فيها انقلاب قطار مسافرين بعد خروجه عن سكته، وهي الحادثة التي أشعلت غضب المغاربة من جديد اتجاه التسيير الحكومي لقطاع النقل السككي.
ووقع الحادث على الساعة 10 و20 دقيقة، حيث انحرف القطار رقم 9 الرابط بين الرباط والقنيطرة، عن سكته على مستوى بوقنادل بالقرب من سيدي الطيبي، وهو الحادث الذي تسبب في وفاة 6 مسافرين وجرح 86 آخرين من بينهم 7 حالات بليغة، حسب آخر المعطيات الرسمية المتوفرة.
وأعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن "فتح تحقيق لمعرفة ملابسات وظروف هذا الحادث"، والذي تسبب في توجيه سيل من الانتقادات للمكتب الذي يديره ربيع لخليع منذ سنوات طويلة.
وعبر العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم لما اعتبروه "استهتارا" حكوميا بالمواطنين، بسبب عدم تواصل المسؤولين حول الحادث إلا بعد مرور ساعات من وقوعه، وعدم استماعهم للانتقادات التي يوجهها المواطنون منذ سنوات لتدبير قطاع النقل السككي، و تدني مستوى خدمات القطارات، لاسيما عدم الالتزام بالمواعيد، علاوة على ارتفاع أسعار التذاكر.
وكان تفاعل الديوان الملكي مع الحادث أسرع من التفاعل الحكومي، حيث عبر الملك عن تعازيه لأسر الضحايا وأعطى تعليماته لكل من وزيري الداخلية والتجهيز والنقل واللوجيستيك، للتوجه الى مكان الحادث، قصد نقل المصابين لتلقي العلاج في المستشفى العسكري بالرباط، مع التكفل بدفن القتلى.
إلى ذلك، تسبب الحادث في ارتباك كبير في حركة النقل بين مدينتي الدار البيضاء والقنيطرة، بعد توقف حركة القطارات، وتوجه المسافرين صوب سيارات الأجرة الكبيرة والحافلات، الأمر الذي تسبب في ازدحام جديد، وتلاعب في أسعار الرحلات من طرف السائقين.
في المقابل، أعلن العديد من الشبان على موقع التواصل الاحتماعي "فايسبوك" عن وضعهم لسياراتهم رهن إشارة المواطنين، العالقين في الرباط أو الدار البيضاء بسبب الارتباك في حركة النقل.
تضامن المغاربة لم يتوقف عند عروض التقل المجانية، حيث حج العشرات إلى مراكز التبرع بالدم في العاصمة للتبرع لضمايا الحادث، استجابة لحملة "فايسبوكية" دعت إلى ذلك، بالرغم من أن المركز الوطني لتحاقن الدم لم يعلن عن أي خصاص في هذه المادة.
يشار إلى أن حادث بوقنادل ليس الحادث الوحيد الذي تسببت فيه القطارات في السنوات الماضية، حيث سبق أن صدم قطار لنقل البضائع حافلة لنقل العمال بضواحي طنجة، شهر فبراير الماضي، وهو الحادث الذي تسبب في وفاة 7 أشخاص وجرح و15.
كما عرف شهر أكتوبر من السنة الماضية حادثة سير خطيرة بعد اصطدم قطار يربط بين الدار البيضاء الميناء وسطات، بجرار اجتاز سائقه معبر السكة الحديدية،وهو الحادث الذي تسبب في خروج العديد من عربات القطار عن سكته وتحطم العديد من الأعمدة الكهربائية، الأمر الذي تسبب في تعطيل حركة المرور على محاور معينة.
وفي سنة 2012 أصيب ما لا يقل عن 46 شخصا في حادث انحراف قطار عن سكته في فاس، كان قادما من وجدة ومتجها نحو مراكش.