فن وثقافة

انطلاق فعاليات الدورة الـ16 للمهرجان الدولي للرحل بمحاميد الغزلان

انطلقت، مساء أمس الخميس بمحاميد الغزلان، الدورة ال16 للمهرجان الدولي للرحل والتي تستمر فعالياتها إلى غاية 6 أبريل الجاري بمشاركة فنانين من آفاق متنوعة.

وتميز افتتاح المهرجان بتقديم وصلات غنائية أدتها المغنية الجزائرية، حسنة البشارية، ذات الصوت العميق والهادئ، التي تعد أول امرأة ولجت مجال الموسيقى الكناوية التي تتسم بكونها حكرا على الرجال، بالإضافة إلى مجموعة ولاد محاميد المحلية التي أطربت آذان الحضور بمعزوفات غنائية شجية.

وقال مدير المهرجان، نور الدين بوكراب، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن القيمة المضافة للدورة الـ16 للمهرجان، الذي أصبح ملتقى سنويا للثقافات وأيقونة للتعايش، تكمن في تعزيز انفتاحه على البحث الأكاديمي عبر إطلاق الدورة الأولى لمنتدى الرحل، الذي يهدف إلى تعميق النقاش حول الثقافة المحلية و"استقدام تجارب علمية يمكن الاستفادة منها على أرض محاميد الغزلان".

وأشار بوكراب إلى أن هذا المنتدى هو دعوة مفتوحة للباحثين والدارسين والمتخصصين، للمشاركة في جعل ثقافة البدو الرحل مادة للبحث، ومن تم إبقائها حية، واستثمارها بما يعود بالنفع على المنطقة، ويعزز الثقافة المغربية الغنية بتنوعها، مبرزا أن "الصناعة الثقافية والغنية تعد رافعة للتنمية المجالية".

وأضاف أن هذه الدورة "تعلن عن تحد جديد: معا نعمل على إحياء تاريخ أبواب الصحراء ملتقى الطرق والقوافل، ذات الحمولة التاريخية المهمة، لنجعل من واحة محاميد الغزلان واحة سلم قادرة على استقبال جميع الأحلام وجميع الآمال جاذبة لكل محبي الصحراء". 

من جهتها، قالت المديرة التقنية للمهرجان، مادلين لوفلوك، أن هذه التظاهرة الثقافية، التي أصبحت حدثا ثقافيا وفنيا واقتصاديا، تهدف إلى إشراك الشباب والانفتاح على العمق الإفريقي، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال المساهمة في إبراز جاذبية واحة امحاميد الغزلان ودرعة.

وأضافت أنه نظرا لتزامن هذه الدورة والموسم السنوي للولي الشيخ سيدي ناجي، فقد اتفقت إدارتا الطرفين على تنظيم أنشطة مشتركة فنية وثقافية وتقليدية، مثل فنون الخشبة وسباق الإبل وهوكي الرمال، علاوة على أطباق موسيقية عالمية بنكهات مختلفة، تفتح أمام الجمهور نوافذ لاكتشاف تقاليد وعادات الأجداد وفنونهم الغنية.

وعقب حفل الافتتاح نظمت أمسية سطعت فيها أنوار الموسيقى الحسانية في سماء بوابة الصحراء، حيث أبدعت فرقة مانينا بشعرها وغنائها الصحراوي الأمازيغي، علاوة على مجموعات ولاد محاميد المحلية (شباب الرحل، أجيال تركالت، أجيال محاميد الغزلان، نجوم الصحراء) التي قدمت أغاني تعبر عن واقع وثقافة الصحراء بتيمات مختلفة جعلت أرجاء الجماعة القروية لمحاميد الغزلان تعيش، في أولى ليالي المهرجان، إيقاعات الموسيقى الحسانية الشجية.

ولا يزال الجمهور، خلال اليومين القادمين، على موعد مع فنانين مغاربة وأجانب سيحيون ما يناهز 15 حفلا في الهواء الطلق، من خلال برمجة موسيقية حرصت على الجمع بين فنانين ذوي صيت دولي وآخرين في بداية مشوارهم.

ويعد المهرجان الدولي للرحل، المنظم بتعاون مع المجلس الإقليمي لزاكورة ووزارة الثقافة، الأول من نوعه في الجنوب المغربي، ويشكل منذ 16 سنة مرجعا دوليا في مجال التنوع الثقافي والانفتاح على العالم.

المصدر: الدار- وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى