الدار- خاص
بمناسبة شهر رمضان الكريم، يشرع موقع “الدار” في تقديم بورتريهات عن شخصيات دينية مغربية، تشغل اليوم مواقع حساسة في معادلة تدبير المؤسسات الدينية بالمملكة، وتسهم من خلال أدوارها الريادية في نشر النموذج المغربي في التدين الوسطي المعتدل، المبني على ثوابت المملكة عقيدة ومذهبا وسلوكا.
رأى الشيخ الدكتور عبد الرحيم النابلسي، النور بمدينة مراكش سنة 1965. فقيه ومقرئ ولغوي مغربي، رئيس مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة بمراكش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.
تخرج على يدي الشيخ عبد الرحيم النابلسي، في القراءات العشر الصغرى والكبرى، عدد من طلبة العلم في المشرق والمغرب، من بينهم سعيد الكملي.
شغل منصب أستاذ توجيه القراءات بكلية اللغة العربية بمراكش وأستاذ النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. وأستاذ القراءات بمعهد الإمام الشاطبي بجدة.
بعد عام من عمره بعث به والده إلى جده ليشب في أصول القرى العربية (قرية أولاد حشاد بزمران الشرقية) من أعمال مراكش فتعلم الهجا والمفصل بالطرق العتيقة على اللوح شأن سائر الراغبين، وذلك على يد الشيخ كبّور.
ثم عاد إلى مراكش في سن السادسة من أجل المدرسة، وأتمَّ حفظ القرآن على يد والده الشيخ عبد السلام، والشيخ المصطفى البحياوي بروايتي ورش وحفص، صحب ذلك قراءة أصول الشاطبية، وألفية ابن مالك، وأجزاء الصحيحين، ونخبة الفكر، والطحاوية، والواسطية، وعقيلة أتراب القصائد، وناظمة الزهر، ونونية السخاوي، ورائية الخاقاني، وغيث النفع للصفاقسي، كما صحَّح التجويد أيضاً على يد الشيخ أبي عبيدة برواية حفص من طريق الطيبة.
نال شهادة البكالوريا من مدرسة ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم التحق بكلية اللغة العربية، حينها درس إلى السنة الثالثة، فراسلته كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فانتقل إليها، ومكث هناك شهورا، ثم رجع إلى كلية اللغة، وفي كلية القرآن التقى بمشايخ وبأعلام.
يعتبر الشيخ عبد الرحيم النابلسي، تخصصه وصناعته هي النحو والتصريف لكنه يوظف اللسانيات، لخدمة القراءات ولخدمة القرآن في دلالة الوقف والابتداء، حيث يعتبر صناعته هي النحو وهوايه هي القراءة، ويعتبرأنهما ” متلازمان، فلابد لأحدهما من الآخر، لأن القراءة من دون النحو تصير كارثة”.
اشتغل الشيخ عبد الرحيم النابلسي، بتحقيق المخطوطات و أمهات الكتاب في مختلف العلوم الشرعية واللغوية، من قبيل كتاب: فرائد المعاني في شرح حرز الأماني لابن آجروم الصنهاجي، وهو موضوع دكتوراه الدولة، و كتاب القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل لأبي زيد عبد الرحمن القاضي المكناسي، وهو موضوع دبلوم الدراسات العليا، و تحقيق: نظم البارع في قراءة نافع لابن آجروم، تحقيق: نظم ألفات الوصل له، و تحقيق: نظم الاستدراك على هداية المرتاب لابن آجروم، و تحقيق: كتاب نثر المرجان في رسم نظم القرآن للاركاتي، و تحقيق “إيجاز البيان في قراءة ورش بن عبد الرحمن” لأبي عمرو الداني.
كما ألف عددا من الدراسات والمؤلفات، منها سلسلة نظرية الاحتمال في مرسوم الإمام، و العلل البينة في وجه حذف الألف اللينة، بيان ما انحذف حشواً من الألفات، سياق شاذ القراءة وما إليه من مآخذ كتاب سيبويه، الضرائر الشعرية وصلتها بالواقع اللغوية، و دراسة مقارنة بين التصور اللهجي القديم وآثاره على ألسنة المُحدثين في الجزيرة العربية، الى غير ذلك من المؤلفات.
يقدم الشيخ الدكتور عبد الرحيم النابلسي، حاليا دروسا دينية في مادة “القراءات” في اطار الكراسي العلمية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.