الدار- خاص
أثارت حلقة بثتها قناة “الجزيرة الوثائقية” حول “المخازن”، أو ما يعرف عند الأمازيغ بـ” “ايكودار”، جدلا واسعا في المغرب، خاصة في أوساط الباحثين، والجمعيات الأمازيغية، التي نددت بالمغالطات التي أوردتها القناة في برنامج وثائقي خصصته للتراث المغربي الأمازيغي “ايكودار” أو ” المخازن”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس “مركز الدراسات الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا” بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، الأستاذ الحسين آيت باحسين، أن ” القناة سقطت في هفوة حينما اعتبرت بأن ” أكادير امتضي” هو أقدم “أكادير” في المغرب، مشددا على أن ” ايكودار” تراث، و ارث مغربي خالص اختص به أمازيغ المغرب دون غيرهم من الشعوب.
وأوضح الباحث في الثقافة الأمازيغية في تصريح حصري لموقع “الدار”، أن ” اكادير “امتضي” ليس هو أقدم “اكادير” في المغرب، كما ادعت قناة “الجزيرة الوثائقية” في برنامجها، بل أقدمها على الإطلاق هو أكادير “أوجاريف”، وفقا لأحدث الألواح التي تشير إلى تأسيسه سنة1492.
وأضاف الأستاذ الحسين آيت باحسين، أن ” تاريخ أقدم لوح عثر عليه يعود إلى سنة 1494، وهو لوح مخزن “أكادير أوجاريف”، الذي يعتبر الأب الروحي لكل الألواح”، مؤكدا بأن ” ايكودار ارتبطت في تاريخ المغرب عامة، وتاريخ الأمازيغ خاصة بوظائف اقتصادية واجتماعية شاهدة على حقبة مهمة لدى الأمازيغ”.
وأشار ذات المتحدث الى أن ” وظائف “ايكودار” تحدد في اطار قوانين عرفية أمازيغية، وتحدد في ألواح”، مضيفا أن ” هذه المخازن ترتبط بأماكن استراتيجية تتوخى التخزين، و الدفاع، و المراقبة وتوجد في أعالي جبال الأطلس الصغير والكبير، التي يقطنها الأمازيغ”، مؤكدا في هذا الصدد أن ” المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أصدر كتابا يحمل عنوان : “ايكودار”: تثمين التراث الثقافي” في نسخته الثانية سنة 2021، يتضمن خريطة تمركز “ايكودار” في المغرب.
وصب نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، جم غضبهم على قناة “الجزيرة الوثائقية”، التي عمدت، دون وخز ضمير، الى ضرب أخلاقيات مهنة الصحافة في التحري، والتأكد من المعطيات، حينما نسبت “ايكودار” كتراث أمازيغي مغربي، الى شمال افريقيا، بشكل يحيل على أن هذا الإرث مشترك بين دول هذه المنطقة، في سطو مكشوف على هذا الإرث الذي تختص به منطقة سوس بالجنوب المغربي.
وأجمع نشطاء مغاربة على أن “الجزيرة الوثائقية تُصر على تزييف الحقائق”، مؤكدا بأن ” إيگودار تراث أمازيغي مغربي ولا يخص شمال أفريقيا، و تراث يخص أمازيغ سوس تحديدا، موجود بهذا الشكل والتصميم والنظام الإداري في منطقة سوس فقط”.
واعتبرت مختلف التدوينات، والتغريدات، أن ” أسلوب قناة “الجزيرة الوثائقية” مزج الحقيقة بالخيال واستخدام مفردات مثل “مغاربي”، و”شمال افريقي”، و”أمازيغي”، و”عربي”، و “إسلامي” في غير محلها وهو أسلوب وخطاب تحترفه دولة جارة للسطو على تاريخ وتراث الآخرين.