مناورات “الأسد الإفريقي” تصيب تبون وشنقريحة بالسعار و الذهول
الدار- خاص
في خطوة تعكس العزلة الإقليمية التي يعيشها النظام العسكري الجزائري، وحالة السعار التي أصيب بها بسبب النجاحات التي تراكمها سنة بعد أخرى مناورات “الأسد الإفريقي”، نظم الجيش الجزائري، أمس الإثنين، على مشارف الحدود المغربية، تمرينا عسكريا بالذخيرة الحية بالقطاع العملياتي الجنوبي في تندوف، أشرف عليه قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة.
ورغم أن وزارة الدفاع الجزائرية، حاولت تبرير تنظيم هذا التمرين العسكري التكتيكي، بحرصها على متابعة مدى تنفيذ برنامج التحضير القتالي لسنة 2021/2022 على مستوى الوحدات الكبرى للجيش الجزائري في النواحي العسكرية الست، الا أن الباعث وراء هذا التحرك العسكري، هو محاولة الرد على مناورات “الأسد الإفريقي 2022” التي تُجرى في المغرب، وجزء منها ستحتضنه منطقة المحبس التي تقع على مقربة من تندوف.
وما يغيض النظام العسكري الجزائري، هو أن مناورات “الأسد الافريقي” لهذه السنة، تعد هي الأضخم من نوعها، حيث تعرف مشاركة 18 دولة، إلى جانب مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من إفريقيا والعالم، وهو ما لم يستسغه كابرانات نظام السعيد شنقريحة، فضلا عن كون احتضان منطقة “المحبس” لهذه المناورات هو اعتراف وإقرار دولي بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية.
وباتت مناورات “الأسد الافريقي” تمرينا سنويا يغيب النوم من عيون كابرانات النظام العسكري الجزائري، وهو ما دفع الجزائر الى محاولة التودد الى حليفها روسيا، السنة الماضية، حينما شد رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، الرحال صوب موسكو، مباشرة بعد انتهاء مناورات “الأسد الإفريقي” التي احتضنتها المملكة، حيث التقى وزير الدفاع الروسي، الأربعاء 23 يونيو 2021، وذلك لتعزيز إمكانات القوات المسلحة، والمساعدة في مواجهة التهديدات والتحديات في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.
يحاول النظام العسكري الجزائري، لملمة جراحه وإنقاذ سمعة جيشه، خاصة بعد انعزال الجزائر إقليميًا وتراجع أرصدة قواتها العسكرية في المنطقة، في مقابل مراكمة مناورات “الأسد الافريقي” لنجاحات باهرة، سنة بعد أخرى، بفضل الشراكة الاستراتيجية النوعية بين الرباط وواشنطن، خاصة بعد الاتفاقيات الإستراتيجية المهمة التي أبرمها الجانبان من أجل خلق جبهة دفاع إستراتيجي وأمني للدفاع المشترك على مستوى الساحل والصحراء.
هذه الشراكة الاستراتيجية أثنى عليها، أمس الاثنين، الجنرال أندرو إم روهلينج، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، حينما أكد أن ” مناورات الأسد الافريقي لهذه السنة تمثل أضخم تدريب عسكري أمريكي يتم تنظيمه بالقارة الإفريقية”.
وأوضح المسوؤل العسكري الأمريكي، في افتتاح المناورات، أن ” الولايات المتحدة تراهن على المغرب كشريك إستراتيجي في القارة الإفريقية متعهدا بتطوير برامج مناورات الأسد الإفريقي حتى تواكب تحديات العصر”.
يشار الى أن مناورات هذه السنة تعرف مشاركة 10 دول إفريقية ودولية، بما في ذلك المغرب والولايات المتحدة، فضلا عن 20 مراقبا عسكريا من دول شريكة، في مناطق أكادير وبن جرير والقنيطرة والمحبس وتارودانت وطانطان، ورصدت لهذه المناورات ميزانية تقدر بـ36 مليون دولار.
وتسهم مناورات “الأسد الافريقي” في تعزيز قابلية التشغيل البيني بين الدول الشريكة، وتدعم الاستعداد الإستراتيجي العسكري للولايات المتحدة للاستجابة للأزمات والطوارئ في إفريقيا وحول العالم، ويشمل البرنامج تدريبات بالذخيرة الحية ومناورات عسكرية وجوية، دخول قسري مشترك مع مظليين خلال تمرين ميداني، بالإضافة إلى تمرين استجابة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.