مسؤولون وخبراء إيطاليون يشيدون بالتجربة الفلاحية المغربية وبمبادرة مجلس مجلس المستشارين بإحداث اللجنة الموضوعاتية المؤقتة حول الأمن الغذائي
الدار/
قام السيد المهدي عثمون رئيس اللجنة الموضوعاتية المؤقتة حول الأمن الغذائي بمجلس المستشارين لزيارة ميدانية للجمهورية الإيطالية في الفترة الممتدة بين 22 و26 يونيو الجاري، وفي مستهل الزيارة التقى السيد ررئيس اللجنة الموضوعاتية المؤقتة حول الأمن الغذائي بالسيد كريستيانو فيني(Cristiano Fini) رئيس الكونفدرالية الإيطالية للفلاحين، بالإضافة إلى مجموعة من كبار الخبراء الإيطاليين في ميدان الإنتاج الفلاحي وتدبير الاحتياطي الاستراتيجي للمواد الغذائية والزراعية ومجال استدامة تربية الماشية والتكييف الزراعي مع التغيرات المناخية ومجال تطوير النماذج المستدامة للأمن الغذائي.
وقد كان هذا اللقاء، مناسبة قدم فيها السيد المهدي عثمون العمل الكبير الذي تقوم به بلادنا لضمان أمن غذائي مستدام وفعال، بجانب العمل الكبير الذي يقوم به مجلس المستشارين في هذا المجال، خاصة بتفاعله السريع مع التوجيهات الملكية السامية خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة، حيث أكد جلالة الملك حفضه الله على ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة ، تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية ، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية ، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية ، بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد.
ومن جهته قدم كريستيانو فيني رئيس الكونفدرالية الإيطالية للفلاحين نبذة عن عمل الكونفدرالية، وتوقف عند الممارسات الفضلى للأمن الغذائي بالجمهورية الإيطالية التي خولت لها التموقع بين أهم النماذج الأوروبية في هذا المجال. كما نوه السيد فيني بمبادرات جلالة الملك محمد السادس نصره الله لبناء نموذج مغربي متطور للأمن الغذائي، واعتبره توجها ملهما للقارة الإفريقية خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية وظهور توجهات عالمية لتطوير مفهوم السيادة الغذائية كمدخل أساسي لضمان الأمن الاستراتيجي. بجانب التأكيد على أن مجلس المستشارين قدم أسلوبا جديدا لدور البرلمانات في تعزيز الأمن الغذائي من خلال إحداث لجنة موضوعاتية خاصة بالموضوع، وهو توجه عملي سيمكن من تعزيز دور البرلمانات في تعزيز الابتكار المؤسساتي الخاص بالأمن الغذائي والتنمية ورفاه الشعوب.
بعد ذلك قدم مجموعة من كبار الخبراء الإيطاليين مجموعة من العروض التقنية الهامة، تترقوا من خلالها لمجموعة من الاشكاليات والتحديات التي تواجه منظومة الأمن الغذائي. حيث قدم السيد إيفان ناردوني الخبير في ميدان الحبوب، الممارسات الفضلى لإنتاج القمح والشعير والدرة والجيل الجديد لاستراتيجيات تبير الاحتياطي الاستراتيجي لهذه المواد. كما قدمت السيدة أنجيلا كاروفالو الخبير الايطالية في مجال تربية الماشية، عرضا حول الاستدامة في ميدان تربية الماشية وسبل تأمين الانتاج والامدادات الكافية على مستوى الانتاج والتخزين واللوجيستيك. ومن جهته قدمت السيدة آنا ريفولي الخبيرة في مجال الخضر والفواكه وزيت الزيتون، مداخلة تقنية بخصوص مكافحة الضياع في مسار الانتاج الفلاحي وتدبيره بفعالية ونجاعة. كما تقم تقديم برنامج (SOIL4LIFE) من طرف السيد فابيو ريكوستا وبرنامج (LIFE ADA) من طرف السيد اينزو ماستروبيوني.
بعد ذلك استقبل السيد المهدي عثمون من طرف السيد ستيفانو فاكاري المدير العالم للمجلس الايطالي للأبحاث الزراعية والاقتصاد الفلاحي، وكان هذا الاجتماع مناسبة لتقديم آخر الابتكارات العلمية الايطالية في مجال تعزيز الانتاج الزراعي وتطوير آليات التخزين الاستراتيجي، كما قدم السيد فاكاري نبذة عن عمل المجلس في تطوير الفلاحة الايطالية وضمان الأمن الغذائي خاصة في سياق الجفاف الذي تعيشه إيطاليا والدي رغم قسوته، احتفظ البلد بمكانته الرائدة كأكبر منظومة فلاحية أوروبية على مستوى القيمة المضافة والصناعات الغذائية. وخلال هذا اللقاء نوه السيد فاكاري بمجهودات المملكة في مجال التكييف الزراعي مع التغيرات المناخية وتعزيز استعمال الطاقات المتجددة في القطاع الفلاحي الوطني كلبنة هامة في مسار سعي بلادنا لتحقيق الحياد الكربوني في أفق سنة 2050.
وعقب هذه الزيارات المؤسساتية قام السيد عثمون بزيارات ميدانية قصد الاطلاع على القدرات الفلاحية والانتاجية بكل من جهة لومبارديا وجهة إيميليا رومانا بالجمهورية الايطالية. حيث تمت زيارة كل من المنصة الفلاحية لماكازولا التي تعتبر سلسة قيمة مهمة تشكل أحد النماذج الايطالية الهامة لتعزيز وتوسيع الطبقة الوسطى بالعالم القروي حث يتم فيها تربية الأبقار وانتاج الحليب وتصنيعه وبيعه بشكل مباشر عبر آليات التوزيع الآلي والمنصات الالكترونية، كما تمت زيارة ضيعة داغيتا للاطلاع على آليات انتاج الأرز والذرة وتخزينها بشكل ناجع مع ترشيد استعمال المياه واستعمال الطاقات المتجددة، كما قام السيد عثمون بزيارة شركة كارليني لإنتاج وتخزين القمح اللين والذرة بطريقة تمكن من التحكم في أسعار هذه المواد بشكل أكبر مع استعمال التكنولوجيات الحديثة.