الدار / أحمد البوحساني
أمام التزايد السكاني الكبير الذي يعرفه العالم ، أقر مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سنة 1989، الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للسكان والذب يصادف 11 يوليوز من كل سنة.
وتزامنا مع هذه المناسبة ، قدمت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة إخبارية، بعض المعطيات حول ولوج النساء إلى الخدمات الصحية، ولا سيما المتعلقة بصحة الأم، وخدمات الصحة الإنجابية وتلقيح الأطفال، في سياق لازالت تسيطر فيه جائحة كوفيد 19 .
* تأثر الخدمات الصحية بسبب فيروس كورونا:
ساهم الحجر الصحي حسب المذكرة الإخبارية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط ، في عرقلة الولوج إلى الخدمات المتعلقة بصحة الأم، الصحة الإنجابية وصحة الطفل ، ومن المرجح أن يؤثر عليهن لسنوات عديدة قادمة.
كما تأثرت بعض الخدمات الصحية الأساسية مثل الولوج إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بسبب التركيز على الجهود الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس.
وبلغت الأرقام ، فإن أقل من ثلث النساء 27.3 في المائة لم يكن لديهن إمكانية الولوج إلى الرعاية الصحية للأم، و20.8 في المائة منهن لم يحصلن على خدمات الصحة الإنجابية. وترتفع نسبة عدم الولوج لخدمات صحة الأم إلى 32.4 في المائة بالوسط القروي مقابل 22.6 في المائة بالوسط الحضري. أما ما يتعلق بخدمات الصحة الإنجابية، فقد سجلت على التوالي نسب 28.0 في المائة و16.7في المائة.
وفي نفس الإطار ، فخدمات الرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة، لم يستفد منها ما يقرب من ربع النساء المعنيات (26.6 في المائة) بسبب صعوبات الولوج ، في حين (26.2 في المائة) منهن كان بسبب نقص الإمكانيات المادية ، وتختلف هذه الأسباب باختلاف محل الإقامة.
وبخصوص النساء القرويات، تأتي صعوبات الولوج في المرتبة الأولى (35.9 في المائة)، تليها نقص الإمكانيات المادية (31.9 في المائة) ثم الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 (15.8 في المائة ). في حين شكل هذا الأخير عند الحضريات أبرز الأسباب لعدم الولوج إلى الخدمات الصحية بنسبة بلغت (27.8 في المائة) يليه نقص الإمكانيات المادية (20.8 في المائة) ثم صعوبة الولوج (17.8في المائة).
هذه الأزمة الصحية، كان لها دور كبير في التأثير على الأطفال بشكل غير مسبوق، جعلها تهدد التقدم المحرز لسنوات في مجال الصحة وخاصة في مجال التلقيح. اذ سجل بين الأطفال دون سن الخامسة الذين احتاجوا إلى خدمة التلقيح أثناء الحجر الصحي، ما يقرب من 11.7 في المائة منهم لم يتمكن من الاستفادة من خدمة التلقيح بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 وصعوبة الولوج (النقل، إلخ) حسب ما عبرت عنها الأسر .
* الوضع الاقتصادي للمرأة وكوفيد-19 :
تسبب الوباء في خسائر اقتصادية كبيرة، خصوصا لدى النساء، مما دفعهن إلى مستوى من الهشاشة والفقر. حيث تكبدت الأسر التي ترأسها امرأة خسارة أكبر في الدخل مقارنة بالأسر المرؤوسة من طرف الرجال.
وحسب المذكرة الإخبارية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، فقد بلغت نسبة الأسر التي تعولها نساء والتي أضحت بدون دخل إلى 72 في المائة في قطاع التجارة، و 58 في المائة في الصناعة (بما في ذلك الحرف اليدوية)، و36.4 في المائة في الفلاحة و41 في المائة في الخدمات. في حين انه بالنسبة للأسر التي يرأسها رجل، فقد بلغت هذه النسب على التوالي: 46 و 53، 32.5، و 33.4 في المائة.
* توزيع الوقت حسب الجنس و كوفيد-19 :
من الآثار الجسيمة التي يمكن أن يكون لوباء كوفيد-19 داخل الأسر ، المساواة بين الجنسين، سواء أثناء الحجر الصحي أو أثناء الخروج منه. وهكذا سجل فيما يتعلق بتوزيع الأعمال المنزلية (مطبخ، غسل الأواني ، غسل الملابس، وغيرها…)، تقضي المرأة 6 مرات أكثر من الوقت مقارنة مع الرجل في هذه الأعمال. وتجدر الإشارة أن المرأة تقضي 45 دقيقة إضافية من الأعمال المنزلية مقارنة مع اليوم العادي قبل الأزمة. وبلغ متوسط الوقت اليومي المخصص للأعمال المنزلية 4 ساعات و27 دقيقة للنساء مقابل 45 دقيقة لنظرائهن من الرجال. من ناحية أخرى، أصبح العديد من الرجال أكثر انخراطًا في الأعمال المنزلية من ذي قبل كما تولوا بعضا من مسؤولية رعاية الأطفال.
وقد أظهر البحث أن ما يقرب من 45 في المائة من الرجال شاركوا في الأعمال المنزلية مقابل 13.1 في المائة سنة 2012. ويعد الرجال الأكثر انخراطًا في الأعمال المنزلية من لديهم مستوى تعليمي عالٍ (51 دقيقة) و الذين ينتمون إلى 20 في المائة من الأسر الأكثر ثراءً (ساعة و4 دقائق).
بالإضافة إلى ذلك، ساهم ما يقرب من واحد من كل خمسة رجال (19.3 في المائة) في الأعمال المنزلية لأول مرة أثناء الحجر الصحي.
كان للأزمة الصحية تداعيات سلبية متعددة على حياة الأسر، لا سيما الجوانب المتعلقة بتوزيع المهام بين النساء والرجال ومواكبة الأطفال وتعليمهم. أفاد ما يقرب من8.4 في المائة من المغاربة بوجود خلافات زوجية حول تقاسم الأعمال المنزلية ، بزيادة 63 في المائة من ذي قبل، كما 12 في المائة من أولياء أمور الأطفال في سن التمدرس بوجود خلافات زوجية حول الدعم المدرسي للأطفال، وتعتبر أهم أسباب الخلاف بين الزوجين أثناء الأزمة الصحيةوهي تربية الأطفال وإدارة الميزانية والعمل المنزلي …
وشكلت المخاوف المالية مصدرا للتوتر والنزاع الزوجي لأكثر من واحد من كل خمسة من المغاربة (22 في المائة)، بزيادة 72 في المائة من ذي قبل. وسجلت أعلى النسب بين الشباب دون سن 24 (28 في المائة) والعاطلين (26 في المائة) والأزواج الذين يتوفرون على أطفال (26 في المائة).