تفاصيل معاناة سكان وفلاحي إقليم ابن سليمان مع أشغال أصحاب المقالع بالإقليم (فيديو)
الدار/ بوشعيب حمراوي
ارتفع عدد مقالع الأحجار والحصى والتوفنة والرخام والرمال بجماعتي الزيادية، وعين تيزغة بإقليم ابن سليمان إلى أزيد من خمسين مقلعا. وارتفعت معه أصوات السكان المجاورين المطالبين بتدخل السلطات الإقليمية ووزارتي التجهيز والنقل والفلاحة من أجل فرض احترام دفاتر التحملات الخاصة بشركات المقالع من أجل حماية الطبيعة والبشر. كساد في الفلاحة ونفوق مستمر للأبقار والأغنام والدواب والدواجن، وإصابات مختلفة بأمراض العيون والأمراض الجلدية وأمراض ضيق التنفس، خصوصا في فئتي الأطفال والشيوخ.. الغبار يتسلل إلى داخل غرف نموهم. ومئات الهكتارات من المناطق الغابوية أتلفت. والآبار جفت وتلوثت..
المتضررون أكدوا معاناتهم ما يتعرضون له من أضرار مادية وصحية بسبب تجاوزات أصحاب المقالع أو كما يسمونهم بـ(الكارينات)، التي تصدر لهم الموت والمرض والتلوث.
وقالوا في تصريحات لموقع "الدار" إن المقالع ظلت لعدة سنوات مصدر الثراء الفاحش للعديد من المحظوظين والنافدين وطنيا. يستنزفون الثروات الطبيعية المعدنية دون اعتبار للحياة البيئية، ولا للمواقع السياحية والإيكولوجية والبيولوجية. كان آخرها التصنيف الدولي لمنطقة وادي الشراط التي تحتضن معظم مقالع جماعة عين تيزغة أكبر وأغنى جماعة قروية بالإقليم. والذي جعل من المنطقة موقعا دوليا بيولوجيا وإيكولجيا.
وقف موقع الدار في جولته الميدانية على مقالع مرخصة لا تحترم دفاتر التحملات الخاصة بها، لا من حيث التسييج ولا من حيث نصب المرشات المائية لوقف زحف الغبار على الأراضي المجاورة غابوية وفلاحية، ومنازل سكنية. تعبث بمحيطها الخارجي.
مخالفات بالجملة كشف عنها مهتمون ومعنيون لموقع الدار تتمثل في كميات الأحجار والحصى والرمال المستخرجة، التي تضاعف أضعاف مضاعفة الكميات التي يصرح بها أصحاب المقالع رسميا. مستغلين غياب المراقبة والمتابعة.
قصور على مستوى تطبيق مدونة الشغل، حيث العمال أبناء المنطقة يعملون كالعبيد داخل بعض المقالع، وحيث اليد العاملة التقنية والمتخصصة تجلب من خارج الإقليم.
تجاوزات في العمق المحدد للمقلع والذي تسبب داخل بعض المقالع في انفجار مسارات مائية باطنية، وتجاوزات في كميات المتفجرات المفروض استعمالها وكذا في أوقات استعمالها. ومقالع أخرى انتهت صلاحيتها دون أن يبادر أصحابها إلى إعادة الحياة وفق ما يوجد في دفتر التحملات، والذي يفرض إعادة الأرض عل حالها بعد ثلاثة أشهر من انتهاء عملية الاستغلال. ومقالع أخرى جددت رخصها (شفويا)، واستمرت في استنزاف الأرض الغابوية.
لن تحتاج إلى مرشد أو خبير لتقف على الكارثة البيئية التي حلت بمناطق قروية فلاحية عديدة، والنموذج بدواوير بني عيسى وأولاد يونس والكدية بجماعة عين تزيغة، ودوار البصاصلة بجماعة الزيايدة. من جراء التراخيص العشوائية التي ضلت اللجنة الإقليمية المكلفة بالترخيص للمقالع تمنحها طيلة أزيد من عقدين من الزمن. ساكنة دواوير عديدة بالجماعتين نظموا وقفات ومسيرات واعتصامات من أجل وقف التخريب الذي يطال أراضيهم الفلاحية ومنازلهم ومن أجل رفع الأمراض والأوبئة التي أصابت وتصيب أطفالهم ونسائهم وشيوخهم. طرقوا أبواب المحاكم ومقرات السلطات المحلية والإقليمية، ولجئوا إلى الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالشأن البيئي. دون أن يتمكنوا من وقف ما وصفوه بآلات الفتك والدمار التي نصبت فوق تراب مناطقهم بتزكية رسمية من المسؤولين بالعمالة والمنتخبين المفروض فيهم حمايتهم.