سلايدرمال وأعمال

بعد اختياره ضمن أفضل محافظي البنوك المركزية.. عبداللطيف الجواهري موسوعة حية لعالم المال والاقتصاد المغربي

الدار/ تحليل

للعام السادس على التوالي، عبداللطيف الجواهري والي بنك المغرب ضمن أفضل محافظي البنوك المركزية، وفق تصنيف مجلة “غلوبال فاينانس” العالمية.
تتويج يعكس وجاهة الرؤى الاستراتيجية، لإطار مغربي من طينة خاصة، تمكن ولسنوات طويلة، من إدارة “مالية البلاد” بحنكة قل نظيرها.
الجواهري الذي بدأ عمله في البنك المركزي في سن 23، ثم بعد أربعة عشر عامًا انضم إلى الحكومة التي شكلها “أحمد عصمان”، وزيراً منتدباً لدى الوزير الأول، مكلفاً بإصلاح المؤسسات العمومية. بعد ذلك سيكون وزيرا للمالية ولمدة خمس سنوات في حكومتي “المعطي بوعبيد” “كريم العمراني”.
تجربة طويلة، جعلته عارفا بخبايا وكواليس الوضع المالي والاقتصادي في المغرب. ولذلك ما انفكَ يَردُ على منتقديه قائلا : “يدّعون أنني تقنوقراطي، أنا عْشتْ، “سْول لمجرب لا تسول الطبيب”.
عنيدٌ كما يحكي مقربون منه، لا يمكن الضغط عليه لتغيير مواقفه، أو اجباره على فعل شيء غير مقتنع به، على الرغم من كونه رجل حوار ومنفتح جدًا على مختلف الأراء. يتيمز بسرعة بديهة هائلة، وعقل متيقظ حاد برغم تجاوزه الثمانين، فضلا عن قدرته العالية على التصرف في المواقف المُفاجئة وغير المتوقعة. وقبل كل هذا وذاك، براعته في تقديم تحليلات عالية الجودة.
الجواهري هو أيضا، موسوعة حية لعالم المال والاقتصاد المغربي، ورجل دولة من العيار الثقيل، يملك الشجاعة لقول الأشياء كما هي، لا كما يريدها الآخرون. وهو أمر نادر للغاية في المغرب، خاصة عندما يتعلق الأمر بكبار موظفي الدولة.
لذلك فإن، تصنيف الجواهري اليوم، ضمن قائمة أفضل محافظي البنوك المركزية في العالم، متقدما على محافظي دول نيوزيلندا، الفلبين، السعودية، والأوروغواي، ما هو الا تحصيل حاصل، ونتيجة طبيعية ومنطقية لعمل دؤوب وجاد ما فتئ يقوم به الرجل.
والثابت الوحيد، أنه بعد هذا المسار الطويل والمتميز، استحق “الجواهري” عن جدارة حمل لقب “الحارس الأمين” ورجل الدولة النزيه، المسؤول عن إدارة الشؤون المالية للبلاد ومراقبة نظامها المالي، الذي كان أحد أبرز المساهمين، في التأسيس له خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
ولعل ذلك ما مكنه، من حماية البلاد من مختلف الأزمات التي ضربت العالم في السنوات الأخيرة، بفضل حنكته ودرايته بهذا المجال.
من جانب آخر، فإن هذا التتويج الجديد، هو أيضا تكريم لكل تلك الأطر والكفاءات الوطنية العاملة بمؤسسة بنك المغرب، من مهندسي اقتصاد واحصاء ومالية.
تتويج يؤكد للمغاربة أجمعين، أن “مهمة إعداد وتنفيذ السياسة النقدية” في أيد أمينة، وأن استمرار “الجواهري” في منصبه لما يزيد عن 17 سنة، لم يكن صدفة أو من باب الترف، بل دليلا على حمله مهمة جسيمة، شعارها : “خدمة المصلحة العليا للأمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى