أخبار الدار

لهذا أرادت السلطات الإسبانية اعتقال البوحديدي في المغرب

الدار/ سعيد المرابط

زهير البوحديدي، 23 عامًا، هو الإرهابي المزعوم الذي أراد تنفيذ هجوم إرهابي في إشبيلية، خلال الأسبوع المقدس، اعتقل في الـ9 أبريل الجاري، من قبل الشرطة المغربية، ولم يعلن نبأ توقيفه إلا بعد تسعة أيام بعدها.

لكن سؤال بعينه، يتداوله الإسبان، لماذا أرادت الشرطة الإسبانية، التي كانت تتابعه، أن يقوم زملائها المغاربة على إلقاء القبض عليه ولم تنتظر عودته، ربما من خلال ميناء الجزيرة الخضراء، لتع يدها عليه وتقدمه إلى العدالة؟.

وحسب ما تتداوله المصادر الإسبانية، فالأمر يعود لأن الإسبان يثقون في قوة استجواب زملائهم بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، سوف يسفر عن نتائج أكثر من نتائجه.  

ولأنهم يعلمون أيضًا أن العقوبة التي ستقع في المغرب على البوحديدي ستكون أشد من تلك التي ستكون في إسبانيا.

المعتقل، الذي سيتم تطبيق قانون مكافحة الإرهاب المغربي عليه (12 يومًا دون مساعدة قانونية)، حسب ما أوردته صحيفة “دياريو دي سيبيا”.  

ومع ذلك، يضيف المصدر، لم تكن لديه خطط ملموسة، وقبل كل شيء، كان يفتقر إلى المتفجرات اللازمة التي قام بالبحث عنها على الإنترنت، بناءً على النتائج الأولى لتحقيق الشرطة.

وقد تصرفت الشرطة الإسبانية على ما يبدو، عندما كانت الخطة الإرهابية في مرحلة جنينية للغاية، وتجنبت الكثير من الدماء التي كانت ستسفك.

وتقول الصحيفة الإسبانية، إن المغرب لن يسلم البوحديدي أبدًا لإسبانيا (المغرب لا يسلم مواطنيه إلى دول أجنبية)، لكن يمكنه الحكم عليه على الجرائم المرتكبة في إسبانيا.  

وكانت محكمة سلا لمكافحة الإرهاب، حاكمت بالفعل، في دجنبر 2008، وللمرة الأولى، إرهابيان مغربيان، هما عبد الإله حريز وهشام أحميدان، بتهم المشاركة في عمليات 11 ماي الإرهابية بإسبانيا، وحكم عليهما بالسجن لمدة 20 و10 سنوات على التوالي.

ويعتبر مندوب الشرطة الإسبانية لدى المملكة المغربية، أن اعتقال واستجواب الشاب المقيم في إشبيلية يدل على التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب بين الاثنين.  

وبمناسبة زيارتها الأولى للمغرب، في أكتوبر الماضي، قالت وزيرة العدل الإسبانية، دولوريس ديلغادو، إن مساعدة الرباط تجنبت الهجمات “التي كانت تستهدف كاتالونيا”، لكنها لم تقدم المزيد من البيانات.

وأشارت الصحيفة، إلى أن ما يثبت نجاعة المخابرات المغربية، هو تنبيهها في نهاية خريف عام 2015، مكتب التحقيقات الجنائية الألماني (BKA) لخطر أنيس عمار، الإرهابي التونسي الذي تسبب في مذبحة في دجنبر من ذلك العام، بسوق عيد الميلاد في برلين.  

ولكن هذا التحذير، الذي لم يتم استغلاله بسرعة، تم تضمينه في الوثائق التي بحوزة لجنة البوندستاغ (مجلس النواب في البرلمان الألماني) التي تحقق في هذا الهجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى