آفة “الفاروا” الخبيثة تزعج النحالين المغاربة وتؤثر على الإنتاج الوطني من العسل
الدار/ خاص
يعيش قطاع تربية النحل ظروفا عصيبة هذه الأيام حيث يترقب النحالون بالمغرب تسجيل خسائر كبيرة وانخفاضا غير مسبوق في الإنتاج الوطني من العسل بسبب اختفاء النحل في عدد المناطق وانتشار آفة الفاروا الخبيثة، التي يقول العديد من النحالين لم تنفع معها الأدوية الكيماوية.
وفي هذا الصدد، طالبت التنسيقية الوطنية للتنظيمات المهنية لمربي النحل بالمغرب، في بيان لها، بالكشف عن نتائج 23 ألف عينة تم إرسالها السنة الماضية إلى فرنسا من أجل معرفة المرض الذي تسبب في انهيار خلايا النحل بالمغرب.وأشارت إن إنتاج العسل هذه السنة جد متدني ولن يلبي حاجيات السوق الوطنية.
وأكدت التنسيقية في بيانها الذي توصل موقع “الدار” بنسخة منه، أن مرض “الفاروا”، فتك بخلايا النحل وأن الدواء الذي يوزع لا يعالج مرض “الفاروا” بسبب تقديمه لثلاث مرات متتالية وهو ما أفقده أي مقاومة، على حد تعبيرها.
في ذات السياق، أوضح سعيد حربالي، رئيس الفيدرالية البيمهنية الجهوية لتربية النحل للدار البيضاء بمعية ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية ومكتب الاستشارة الفلاحي، شروحات حول آفة “الفاروا”، وعلى الخصوص الأعراض التي يمكن أن تظهر على خلايا النحل وطرق انتقال العدوى، ودورة حياة “الفاروا”، فضلا عن طرق علاجها.
هذه التوضيحات قدمت في لقاء تحسيسي نظم بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة، بمدينة الدار البيضاء، نهاية هذا الأسبوع، وتم التأكيد فيه على أن الأدوية المضادة للمرض تم توزيعها بالمجان على المستفيدين، و ستمكن من معالجة أزيد من 11 ألف خلية نحل على صعيد الجهة.
كما تمت الإشارة إلى أن لوائح المستفيدين تمت المصادقة عليها من طرف اللجنة التي شكلتها المديرية الإقليمية للفلاحة، والتي تضم في عضويتها ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ومكتب الاستشارة الفلاحية.
يشار أن قطاع تربية النحل يلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا هاما، إذ يشكل مصدر دخل إجمالي أو جزئي بالنسبة لأزيد من 36 ألف نحال. كما تلعب تربية النحل دورا أساسيا في تلقيح النباتات، سواء الطبيعية أو المزروعة، مع تأثيرها الفعال في تحسين كمية وجودة الإنتاج النباتي، لا سيما غرس الأشجار المثمرة وزراعة الخضراوات والزراعات الصناعية.
و المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال تربية النحل بالنظر إلى موارده المتنوعة من الموارد العلفية للنحل، خاصة غابات الأوكاليبتوس، والزراعات الصناعية (نوار الشمس، الكولزا…)، والنباتات الجبلية الطبيعية: الزعتر، الدغموس، إكليل الجبل، الخزامى، الشيح، النباتات التلقائية والغابات.