الرياضةسلايدر

نعم للانتقاد الموضوعي ولا للتنمر والإساءة

بقلم: يونس التايب

هنالك دروس كثيرة يجب أن نستخلصها من تجربة المنتخب الوطني في المونديال، سواء من سلوك المدرب وليد الركراكي، وما يقوله ويدافع عنه من قناعات، أو من طرف جميع اللاعبين بما تميزوا به من وحدة صف وأخوة وتضامن، وسلوكات إنسانية وعطاءات دون حساب فوق الميدان رغم الإصابات والأعطاب.

أكيد، ستكون لي فرصة لأعود لمناقشة كل درس من تلك الدروس، بشكل هادئ وفي الوقت المناسب. لكن، درسا مهما لا يحتمل الانتظار، سأتحدث عنه هنا، لعل البعض ينتبهوا إليه، اليوم قبل الغد : “نحن مطالبين بكثير من التواضع في المواقف التي نعبر عنها في تقييمنا للآخر/الآخرين، ومطالبين بكثير من الرحمة والتسامح في التعاطي مع ما نعتبره “أخطاء” يرتكبها أو يسقط فيها ذلك “الآخر”. وحين نسمح لأنفسنا بالانتقاد، فليكن ذلك بموضوعية وحياد وأدب، بعيدا عن السفاهة في الكلام، والتسفيه والتحطيم النفسي للآخرين.”

مناسبة هذا الحديث هو ما قرأته من تدوينات و تعليقات تحمل تنمرا مشينا من عدد من “الفوهاما” في حق اللاعب #وليد_شديرة على إثر آدائه في مباراة أمس أمام البرتغال و كذلك مباراة إسبانيا. بالتأكيد أن انتقاد اللاعب من الناحية التقنية جائز و مفيد، و أنا شخصيا انفعلت كثيرا بسبب تضييعه لفرص حقيقية في ظهوره المزدوج. لكن لأنني أثق في المدرب الوطني، أعتبر اختياراته هي الأنسب، و أي تغيير يراه في لحظة من المباراة، يكون هو الأفيد بناء على ما لديه من لاعبين ومعرفته بمستوى جاهزيتهم.

أما التنمر على اللاعب الذي يقل آداءه عما نتمناه، بكلام قاسي ومسيء، فهو غير مفيد تقنيا، ومن الناحية الأخلاقية هو سقطة غير مقبولة في هذا الظرف. وأخشى أن يكون استمرار البعض في ذلك، دليلا على أن رصيد القسوة و”قلة الرحمة” التي تحملها أنفسنا وتتجسد في سلوكاتنا المجتمعية، كبير جدا ويتجاوز أثر “جرعة الفرح” التي نعيشها. وهذا أمر خطير يستدعي العلاج السريع.

للأسف، في كثير من الحالات، وفي كل المجالات، ما كاين غير “ويا ويل اللي طاح للأرض … لأن الجناوا واجدين وماضيين …!!!”. وهنا أتساءل، ألم نستفد الدرس من الحملة التي أقامها “الحياحة” على يوسف النصيري بسبب تراجع مستواه ؟؟؟ ألم نستفد الدرس من الحملة الظالمة التي أقامها “المرايقية” على حكيم زياش وطعنوا في وطنيته بلا حشمة بلا حياء ؟..

ماذا لو استمع وليد الركراكي لما كان هؤلاء يقولونه، و لم يقم بإستدعاء زياش والنصيري إلى كأس العالم، كيف يا ترى كان الحال سيكون الآن …؟؟ كيف يقول البعض أنهم يثقون في الركراكي، وفي نفس الوقت يجيزون لأنفسهم الحكم على أحقية شديرة أو غيره في اللعب، بالنيابة عن المدرب الوطني؟؟

للأسف، منذ يوم أمس، بل منذ مباراة إسبانيا، نفس أولائك “الحياحة” و”المرايقية”، يتلونون وهم نازلين وطنية وتنويه بالمنتخب وبالمدرب (الذي حاربوه!!!)، بشكل يدعو للشفقة ويؤكد تفاهة ما يحمله هؤلاء من قيم تدور على ذواتهم و على “الطمع/المرقة” فقط.

دروس المونديال المغربي في #قطر2022 كثيرة، ومنها، مما لاشك فيه، أن لا نصمت أمام العبث والقسوة الظالمة، خاصة ونحن في سياق يصنع عناصر الفريق الوطني المغربي التاريخ، ويعلون راية المغرب في كل دول العالم، ولا معنى لأن يأتي البعض “بوجههم القاصح” ليمارسوا التنمر على خلق الله و”يقهقهون” وكأنهم يريدون أن يستمر التطبيع مع سوء السلوك. لا… لا للتطبيع مع الرداءة !!!

لذلك، رجاء لا تغلقوا الأبواب واتركوا دائما للناس مساحات للعودة والتصحيح، ولا تلعنوا المستقبل N’insultez pas l’avenir، لأن الأقدار قد تأتي بأمور كثيرة قادرة على أن تفاجئ انفعالاتنا السلبية واندفاعاتنا المتسرعة. والأفضل هو ديروا النية و زيدوا نخدموا بلادنا .

زر الذهاب إلى الأعلى