الولايات المتحدة.. سقف الدين يثير التوتر مجددا في الكونغرس
أثار التهديد بالتخلف عن سداد الدين في الولايات المتحدة، والذي من شأنه التأثير على الاستقرار المالي العالمي، مجددا، توترات في الكونغرس، المدعو إلى تسريع رفع سقف الديون الفدرالية.
ودعت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الكونغرس إلى رفع سقف الديون في أقرب وقت ممكن، محذرة من أن الحكومة الفدرالية قد تجد نفسها غير قادرة على الاقتراض أو سداد الفواتير أو دفع رواتب الموظفين بعد مطلع يونيو.
وفي رسالة موجهة إلى قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، أوضحت يلين أن الحكومة ستصل إلى حد الاقتراض، البالغ حوالي 31.4 تريليون دولار في 19 يناير، حين ستشرع وزارة الخزانة في تنفيذ إجراءات استثنائية قصد تدبير التدفق النقدي للحكومة.
وقالت يلين لقادة الكونغرس إنه “على الرغم من أن وزارة الخزانة ليست قادرة حاليا على تقدير المدة التي ستسمح لنا فيها الإجراءات الاستثنائية بمواصلة سداد الالتزامات الحكومية، فمن غير المرجح استنفاذ السيولة المالية والتدابير الاستثنائية قبل مطلع يونيو”.
وحسب وكالة “بلومبرغ”، فإن رسالة الوزيرة تسم بداية ما يرتقب أن تكون مفاوضات “متوترة وصعبة سياسيا” في الكونغرس.
ويصر الجمهوريون، الذين يسيطرون على أغلبية مجلس النواب، على أن تشمل صفقة رفع سقف الديون تخفيضات في الإنفاق، وهو المطلب الذي رفضه بشكل قاطع الديمقراطيون، الذين يسيطرون على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ.
ويخشى بعض المشرعين من الحزبين، فضلا عن محللين اقتصاديين ومسؤولين في إدارة بايدن، من أن المواجهة قد تدفع بالولايات المتحدة إلى التخلف عن سداد الديون.
ففي العام 2011، ساهم المأزق المتعلق بالإنفاق الحكومي وسقف الديون في خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما تسبب في تداعيات طالت الأسواق المالية.
ورغم أن رفع سقف الديون لا يسفر عن إنفاق حكومي جديد، إلا أنه يخول للخزانة الاقتراض لدفع نفقات الإنفاق التي حظيت بموافقة الكونغرس.
وحذرت يلين من العواقب الاقتصادية بعيدة المدى، التي يمكن أن تترتب عن الإخفاق في سداد سندات الحكومة الأمريكية والمستفيدين من الضمان الاجتماعي وغيرهم في الوقت المحدد.
وفي مناسبات عديدة، شهدت السنوات الأخيرة التوصل إلى اتفاقات، في آخر لحظة، بين الديمقراطيين والجمهوريين، بشأن رفع سقف الديون.
وبالنسبة لرئيس مجلس النواب الحالي، كيفن مكارثي، فإن الإنفاق يعد خارجا عن السيطرة، مما ينذر بمعركة صعبة بين الحزبين، قبل التوصل إلى حل وسط، لتجنب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
الدار: و م ع