الدار/ هيام بحراوي
في ظل الغلاء الذي عرفته أسعار مواد “حليب الأطفال” التي تباع في الصيدليات، اتجهت غالبية الأسر المغربية إلى الحليب العادي الذي يباع في المحلات التجارية لتغذية الأطفال الرضع، وهذا ما يشكل حسب الحبيب كروم، عضو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، وفاعل في المجال الصحي، خطرا على صحة الأطفال، على اعتبار أن هذه المادة صعبة الهضم، ستخلق مشاكل مناعية مستقبلا للأطفال وستحمل الدولة مصاريف علاجية هي في غنى عنها .
و قد أوضح كروم، في تصريح لموقع “الدار”، أن حليب الأم يعد هو الأفضل ، لكونه يكسب الطفل مناعة كبيرة ، بحكم أنه يحتوي على الكثير من المكونات الطبيعية كالبروتينات والفيتامينات و الدهون التي تقي الطفل من الإصابة بعدة أمراض كالحساسية و الإكزيما ، غير أنه يضيف “في العديد من الحالات تجد أن الأمهات لا يتمكن من إرضاع أطفالهم لأسباب جسمانية أو صحية، لهذا يلتجئن إلى الحليب الصناعي الذي يباع في الصيدليات”.
وفي ظل الوضع الحالي المتسم بتدني القدرة الشرائية وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بسبب تقلبات سوق المحروقات يضيف المتحدث ، “اضطرت العديد من الأسر لشراء الحليب العادي الذي يباع في المحلات التجارية وهو ما سيجعل صحة هؤلاء الرضع في خطر مستقبلا، وقد يزيد معدل الوفيات بسبب انخفاض المناعة وهشاشتها لكون هذا الحليب غير كافي لنمو الطفل بشكل سليم” حسب وصف ذات المصدر.
وأضاف أن حليب الأبقار، يبقى نسبيا أحسن حليب بعد حليب الأم ، و أن الحليب الصناعي الذي يباع في الصيدليات، يحتوى على فيتامينات وبروتينات أيضا ولكنها تبقى صناعية، و يقول أن الحليب الصناعي أضحى في الوقت الحالي مكلفا وليس باستطاعة جميع الأسر شراءه، حيث دعا وزارة الصحة للتدخل على اعتبار أنها تسهر على رعاية صحة الأم والطفل باعتبار هذه الأخيرة مؤشر للوضع الصحي في أي بلد.
وأوصى الفاعل في المجال الصحي، الأمهات بالحرص على الرضاعة الطبيعية حتى سن ستة أشهر على الأقل ، كما توصي بذلك وزارة الصحة، لاكتساب الطفل المناعة لمواجهة العديد من الأمراض والفيروسات .
يشار أنه في ظرف ثلاثة أشهر، انتقلت أسعار مواد “حليب الأطفال” التي تباع في الصيدليات من 71 درهما إلى 92 درهما، بزيادة فاقت عشرين درهما، وقد أرجعت الحكومة ارتفاع ثمن الحليب المعقم وبعض مشتقات الحليب وحليب الرضع إلى الأسعار المرتفعة في السوق الدولية، مؤكدة أن أسعار هذه المواد تتغير حسب تطورات السوق والتوازنات بين العرض والطلب.