هكذا منعت الجزائر الطائرات المغربية من المرور فوق أجوائها لنقل المساعدات إلى سوريا وتركيا
الدار/ هيام بحراوي
منعت الجزائر مرور الطائرات المغربية فوق أجوائها لنقل المساعدات إلى المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، وعرقل النظام الجزائري وصول المساعدات في أقرب وقت لضحايا الزلزال في موقف وصف بـ”اللاإنساني”.
ونشرت الصحف الإسبانية الصادرة يوم أمس الثلاثاء أن السلطات الجزائرية، منعت مرور الطائرات المغربية فوق أجوائها لتلجأ هذه الأخيرة للمرور عبر إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا.
المساعدات الإنسانية، التي كانت موجهة للشعب السوري و التركي على حد سواء تضم مواد طبية وفرق إنقاذ مختصة ووحدات إنعاش.
وحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة “اللاإنسانية” التي أقدمت عليها الجزائر، والمتمثلة في منعها وصول المساعدات المغربية لتركيا وسوريا، تدل على “غياب الحس الإنساني والأخوي والتضامني عند النظام الجزائري، مع الشعوب العربية الإسلامية، التي تعرضت لزلزالين مدمرين خلفا الآلاف من القتلى والآلاف من الجرحى والمصابين”.
وأَضافت ذات المصادر، أن الدولة الجزائرية استغلت هذه المأساة وهذه الأزمة التي تعرضت لها كل من تركيا وسوريا، لتحاول تزيين صورتها أمام العالم، من خلال الترويج “بأنها أول دولة تقدم مساعدات للبلدين المنكوبين، معرقلة وصول المساعدات المغربية التي كانت ستربح الطائرات التي تحملها الوقت في حال مرت فوق التراب الجزائري”.
يشار أن عدة تقارير سبق و ذكرت أن الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب الجزائري ضد المغرب، لا زالت مستمرة ، خاصة بعد إغلاق الجزائر مجالها الجوي في وجه الطيران المدني والعسكري المغربي ، حيث أصبحت طائرات “الخطوط الملكية المغربية” مجبرة على تغيير مسار رحلاتها لتعبر فوق البحر الأبيض المتوسط”.
ورغم قطع السلطات الجزائرية الطريق أمام المساعدات المغربية للوصول إلى ضحايا الزلزال المدمر بكل من تركيا وسوريا، فإن هذه المساعدات وبعد تغيير مسارها الجوي تواصل الطريق للوصول إلى المتضررين الذين يعيشون ظروفا جد صعبة .
يذكر أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف آلاف القتلى والجرحى أثار تفاعلا دوليا كبيرا، إذ عرضت مجموعة من الدول العربية والأوروبية مساعدات على البلدين معبرة عن استعدادها لإرسال فرق إنقاذ لتركيا، كما أعلنت قطر إنشاء “مستشفى ميداني” وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات التي ارسلت فريقًا مماثلاً و”مساعدات طارئة” إلى سوريا.
كما قررت الهند إرسال “فرق بحث وإنقاذ وطبية على الفور إلى جانب معدات الإغاثة” .
وتتواصل عمليات البحث عن ناجين بين الأنقاض بعد يومين من الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 9600 إنسان في تركيا وسوريا، وشرد أعدادا لا تحصى في ظل البرد القارس. وتخشى منظمة الصحة العالمية من أن يصل عدد الضحايا إلى 20 ألف قتيل، وقد قدرت عدد المتضررين من الزلزال بـ 23 مليونا.