الرياضة

لارغيت لـ”الدار”: تنقصنا الأطر والكفاءات العليا في الإدارة التقنية الوطنية

الدار/ حاوره: صلاح الكومري

اعتبر ناصر لارغيت، المقال، أخيرا، من منصبه في الإدارة التقنية الوطنية لكرة القدم، أن حصيلة عمل الأخيرة، لا يمكنها الظهور بين عشية وضحاها، لأن العمل الاحترافي، المبرمج على المدى البعيد، يحتاج من 10 إلى 15 سنة لقطف ثماره.

وقال لارغيت، في حوار خص به موقع "الدار"، إن الإدارة التقنية الوطنية الحالية، لا ينقصها إلا الأطر والكفاءات العليا، وأن عملها على مستوى تكوين المدربين واللاعبين والمنتخبات الوطنية، أعطى نتائج إيجابية جدا، وسيعطي نتائج إيجابية أكثر في المستقبل.

هل من الممكن أن تقدم لنا سردا شاملا لعمل الإدارة التقنية في السنوات الأخيرة؟

منذ مجيئنا في 2014، قررنا إجراء هيكلة كبيرة على الإدارة التقنية مع الفرنسي جون بيير مورلان، المدير التقني السابق. أجرينا هيكلة شاملة على جميع العصب، وبرمجنا دوريات لأقل من 10 سنوات وأقل من 12 سنة، وارتأينا أنه على جميع العصب أن تشتغل وفق برنامج احترافي، هدفه استقطاب الأطفال، واختيار الأفضل منهم من أجل دمجهم في مختلف مراكز التكوين، الوطنية، إضافة إلى ذلك، اشتغلنا في مجال تكوين المدربين، وأصبح المغرب مرجعا في مجال تكوين المدربين.

ماذا تحقق في مجال تكوين اللاعبين؟

قمنا بعمل كبير على مستوى مراكز التكوين، رغم المشاكل التي واجهنانا مع المديرين التقنيين والمؤطرين، إضافة إلى بعض المسيريين الذين لا يؤمنون بتكوين اللاعبين، ورغم ذلك، ناضلنا من أجل هذا البرنامج، واليوم، جميع فرق الشبان الوطنية، لاعبوها محليين، تدرجوا في مختلف مراحل التكوين، والدليل أنه خلال الألعاب الفراكفونية التي شارك فيها المغرب السنة الماضية، كان المنتخب الوطني المغربي يتشكل من 17 لاعبا محليا من أصل 20، وهذا أكبر دليل على أن العمل الذي قامت به الإدارة التقنية الوطنية والجامعة الملكية المغربية، يعطي بدأ يطعي أكله، ولو أن عملا من هذا القبيل، حسب البرامج الاحترافية، يعطي أكله في ظرف أربع سنوات، بينما في بلدان أخرى، لا يجنون ثمار هذه الأعمال إلا في 10 سنوات أو 12 سنة، كما أن الفريق الوطني لأقل من 17 سنة، الذي تأهل إلى النهائيات الإفريقية لهذه الفئة، يتوفر على 90 في المائة من اللاعبين المحليين، وغم إقصائه من الدور الأول من هذه البطولة، إلا أن هذا لا يعني أنه يجب أن نهمش هؤلاء اللاعبين، بل يجب أن نواصل العمل معهم، لأن لديهم مستوى متميزا كبيرا جدا، تركوا انطباعات على أن لهم مستقبل كبير في عالم كرة القدم.

وبخصوص تكوين المدربين؟

 أصبح لدينا تكوين في أعلى مستوى، بحيث أن عشرات الاتحادات الإفريقية، تطلب إخضاع مدربيها لتكوين "كاف برو" هنا في المغرب، وأصبح لدينا ما بين 7 إلى 13 مجالا في التكوين، من بينها الإعداد البدني، الحراس، مساعدي المدربين، معدين بدنيين، معالجين طبيعيين، مدربي فئات صغرى، إلخ.

هل أنت راض على ما تحقق على صعد المنتخبات الوطنية؟

النتائج والأرقام تثبت أن جميع المنتخبات الوطنية، قادرة على فرض سيطرتها في شمال إفريقيا، والدليل أن المنتخبات المغربية، لأقل من 15 و16 و17 و18 و20، سنة، تفوقت في جميع المسابقات الشمال إفريقية التي شاركت فيها في السنوات الأخيرة، خلافا لما كان عليه الأمر في سنوات سابقة، حين كانت الكرة المغربية تتواضع أمام نظيرها التونسية، المصرية، الجزائرية.

هناك من ير هذه النتائج على أنها مناسباتية فقط.. ما رأيك؟

لكي أعطي مثالا على الاستمرارية في العمل القاعدي، سنأخذ المنتخب الوطني من مواليد 2003، والذي توج بمسابقة "دانون كاب"، كما شارك في دوري دولي في المكسيك، وخاض الكثير من المباريات أمام منتخبات إفريقية وأوروبية، وشاركأ أيضا، في دوري شمال إفريقيا، والألعاب الإفريقية للشباب، وفاز باللقب على حساب المنتخب الكاميروني، كما أن المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، توج بدورة الألعاب الفراكفونية في الكوت ديفوار، إضافة إلى المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين، الذي توج باللقب السنة الماضية، وقبل ذلك منح المنتخب الأول العديد من اللاعبين، على غرار أشرف بنشرقي، بدر بانون، أيوب الكعبي.

كما لا يجب أن نغفل الحديث عن المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، الذي توج بكأس إفريقيا التي أقيمت في "جوهانسبورغ"، وشارك في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كولومبيا، ولا يجب أن ننسى أن المغرب سينظم بطولة إفريقيا لهذه المسابقة القارية سنة 2020.

هل أنت راض عن حصيلة عملك في الإدارة التقنية؟

نحن اليوم في مستوى مشرف، والعمل الذي قمنا به، على جميع الأصعدة، في السنوات الأخيرة، هو الذي سيحقق النتائج المرجوة في السنوات المقبلة، لأن برنامجنا مسطر إلى غاية 2022، صحيح أنه لم نحقق الكثير على مستوى كرة القدم النسوية، لكننا نشتغل على برنامج أيضا، ولا يمكن مقارنة المغرب مع دول إفريقية أخرى، اشتغلت على هذه الفئة منذ عشرات السنوات.

لقد حققنا الكثير من الإنجازات، لا يجب أن نحجبها، والأرقام والمقارنة مع الماضي تثبت ذلك، أما الإقصاء من بطولة إفريقيا لأقل من 17 سنة، والإقصاء من التأهل إلى بطولة ما، لا يخفيني، لأنني واثق من أن النتائج ستظهر إيجابية على المدى القريب جدا.

 لنعد قليلا إلى الوراء، قبل سنة 2014، سنجد أنه طيلة 30 سنة لم نحقق شيئا على صعيد المنتخبات الوطنية، لهذا يجب أن نكون فخورين بكرة القدم الوطنية، خاصة وأننا نحظى باعتراف الاتحاد الدولي "فيفا"، وهناك مجموعة من الدول الأوروبية، يأتون لزيارة مدارس تكوين فرق الفتح الرباطي، الجيش الملكي، وأكاديمية محمد السادس، وجميعهم، يؤكدون، وينبهرون ويؤكدون أن لنا مستوى قاعديا يسمح لنا بحصد نتائج إيجابية في المستقبل.

الذين سيأتون بعدنا للعمل على برامج مستقبلية، ستكون الأرضية ممهدة أمامهم، للعمل بأمان وثقة، لأنه لا يجب أن نخفي أن كرة القدم الوطنية قد تطورت بشكل كبير، أنا لا أقول هكذا في إطار تقييم حصيلة عملي، بل الأرقام والمعطيات والنتائج المرتقبة هي تتحدث.

هناك من يشكك في جودة برامج التكوين المعتمدة.

وهناك من ينتقد ناصر لارغيت مع أنه غير مطلع على برامج عملنا، ولا على مشاريعنا وتوقعاتنا للمرحلة المقبلة، مع العلم أني حين قررت الدخول للعمل في بلدي المغرب، قررت ذلك من منطلق غيرة وطنية، لأني أردت أن أقدم، ولو نسبة ضئيلة جدا، من الخبرة التي كسبتها في فرنسا من أجل تطوير الممارسة الكروية في بلادنا.

لماذا تتعرض لانتقادات كثيرة؟

هناك من يسعى إلى تشويه صورة شخص ما، مع أنه، في الأصل، لا يشوه إلا صورة نفسه، ما يجهله هؤلاء الأشخاص، أني لا أتحدث عن أشياء أتخيلها، بل عن أرقام ومعطيات، إذا كانت النتائج إيجابية، أقول إنها إيجابية، وإذا كانت سلبية، أقول إنها سلبية، ولا تهمني لومة لائم، ولا أخشى الهروب، لأنه ليس لدي ما أهرب منه.

إذا كثر اللغط حول الإدارة التقنية وعبد ربه، فهذا دليل على أن هناك عمل ينجز، وحين يكون هناك عمل، يكون هناك من يقيمه ويهتم به، المشكلة الكبرى هي حين لا يكون هناك عمل في الأصل، لأنه لن يكون هناك من يقيمه أو يتحدث عنه.

لماذا استمررت في منصبك مع أن عقدك مع جامعة الكرة انتهى في 30 يونيو 2018؟

هناك من يعتبر أو يدعي بأني رفضت مغادرة منصبي في الإدارة التقنية، لهؤلاء أقول لهم إن عقدي مع جامعة الكرة انتهى، رسميا وقانونيا، في 30 يونيو 2018، ومع ذلك استمررت في العمل تضحية مني من أجل بلدي، ولأني أردت أن أرى نتائج البرامج التقنية التي وضعتها على أرض الواقع، لو كان هناك شخص آخر، على سبيل المثال، لطلب تجديد عقده أو شيء من هذا القبيل، أنا لم أطلب إلا أن يكون هناك من يسهر على تنفيذ برامج عملي، وللإشارة، لا يمكن تحقيق نتائج إيجابية في ثلاث أو أربع سنوات، خاصة في الشق المتعلق بالتكوين، بل في 10 أو 15 سنة، والتجارب الدولية تثبت هذا الأمر.

ما الذي ينقصنا بالضبط في الإدارة التقنية؟

منذ سنتين وأنا أقدم حصيلة عمل الإدارة التقنية للجامعة الملكية المغربية، وكنت في كل مرة أشدد على أن الشيء الوحيد الذي ينقصنا هو الموارد البشرية، وهنا أتحدث عن الأطر التقنية، والناس الذين لديهم كفاءات عليا، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، ولو أننا اليوم، لدينا عدد محترم جدا من الأطر الوطنية المغربية، القادرة على العمل في أعلى مستوى، لكن مع الأسف، لا نمنحهم الفرصة لكي يعبروا عن إمكانياتهم، لأنهم هم مستقبل كرة القدم الوطنية.

أعتقد أن كرة القدم الوطنية، تفتقد، فقط، للكفاءات والأطر العليا المغربية، وهنا أتحدث عن الأشخاص الغيورين على كرة القدم الوطنية، والذين لديهم حماس كبير للعمل بصدق ونزاهة وتفاني ونكران الذات.

رونار قدم لك شكره لأنك من كنت وراء مجيئه إلى المغرب.

صحيح، الإدارة التقنية الوطنية هي من اختارت رونار مدربا للمنتخب المغربي، لأنه يعرف جيدا طبيعة العمل الذي نقوم به والمساعدة التي يمكننا أن نقدمها له، والنتائج كانت إيجابية جدا، بحيث أن المنتخب الوطني تأهل إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا بعدما عجز عن هذا الإنجاز لمدة 14 سنة، كما تأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام حوالي 20 سنة، إضافة إلى ذلك، فإن نصف تشكيلة لاعبي المنتخب الوطني، حاليا، سبق لهم أن مروا من مختلف الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية، على سبيل المثال، يوسف النصيري، نايف أكرد، أشرف حكيمي، حمزة منديل، نصير مرزاوي، أحمد رضا التكناوتي، وآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى