مجموعة تفكير أمريكية تدعو الى اغتنام انجاز “أسود الأطلس” بمونديال قطر للحاق بالركب العالمي
الدار- ترجمات
أكدت مجموعة التفكير الأمريكية (أطلنتيك كونسل)، ومقرها العاصمة واشنطن، أن القارة الافريقية ينبغي لها اغتنام اللحظة التاريخية المتمثلة في وصول المنتخب المغربي لكرة القدم الى نصف نهائي مونديال قطر 2022، لتحقيق “انتصارات” و”نهضة دبلوماسية” قادمة من بوابة التكتل بين دول القارة.
وأشارت مجموعة التفكير الأمريكية في تقرير من انجاز الخبير الدبلوماسي المحنك، “دينيس أ. كيركباتريك”، هو كبير مستشاري اللجنة الاستشارية للدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية الأمريكية، الى أن وصول المغرب الى نصف نهائي مونديال قطر لم يتحقق بفضل مواهبه الكروية فقط، بل أيضًا بفضل الحركة الإفريقية التي فتحت الأبواب لإدماج الدول الأفريقية في المؤسسات العالمية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
واعتبر ذات المصدر أن تقدم القارة الافريقية لا يزال اليوم مرتبطًا بالوحدة الأفريقية، مشيرا الى أن البلدان الافريقية ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، وكأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية، لديها فرصة للضغط بشكل جماعي من أجل التمثيل الدائم في المؤسسات بما في ذلك مجموعة العشرين (G20) ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC).
وأضافت مجموعة التفكير الأمريكية أن كأس العام لسنة 1966 تقدم مثالاً واضحًا على استخدام إفريقيا للقوة الذكية وتصويت للدفع من أجل تمثيل أكبر لافريقيا في هذه التظاهرة الرياضية العالمية، مذكرة بقولة للرئيس جنوب افريقي السابق، نيلسون مانديلا، الذي قال ذات مرة : ” تتمتع الرياضة بالقدرة على تغيير العالم. لديها القدرة على الإلهام. لديها القدرة على توحيد الناس بطريقة لا يفعلها سوى القليل “.
ووفقا لذات المصدر، فان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، الذي تأسس في باريس عام 1904 من قبل مسؤولي كرة القدم من سبع دول أوروبية، لم يتخيل أن إفريقيا جزء لا يتجزأ من الرياضة، كما يتضح من قراره بتخصيص 15 من أصل 16 مكانًا للفريق في كأس العالم 1966 لدول في أوروبا و أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، فيما تركت ما يقرب من 30 دولة في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا تتنافس على مكان واحد، مما أثار استياءًا كبيرًا، حيث ذهب البعض الى القول بأن الظلم كان يقع على البلدان المحرومة بالفعل، و ردا على قرار الفيفا قاطعت افريقيا البطولة.
وتابع “أطلنتيك كانسل” أن أحد العوامل المهمة التي ساهمت في فعالية أفريقيا في مقاطعة الفيفا هو الوحدة الأفريقية، وهي الحركة لتوحيد وتعبئة كل شخص من أصل أفريقي (بما في ذلك السود في الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي) في السعي لتحقيق أهداف مشتركة مثل القضاء على العنصرية والاستعمار”، مؤكدا أنه ” انطلاقاً من روح التعاون حول تجربة مشترك، مارس نكروما ، الذي يُعتبر الأب المؤسس لعموم أفريقيا، دبلوماسية كرة القدم على مستوى القاعدة وعزز الفكرة بين قادة الفكر الأفارقة بأن التضامن سيكون المفتاح لتحسين التمثيل والشمول.
وأبرزت مجموعة التفكير الأمريكية الى أن اتباع نهج متجدد لمشاركة الكتلة الأفريقية سيفتح طرقًا جديدة لمواجهة أصعب التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، كما يمكن للتعاون الفكري والمالي وريادة الأعمال بين الأفارقة والشتات من خلال تبادل المعرفة والشراكات أن يتصدى للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والظلم الاجتماعي والإقصاء الاقتصادي.
وخلص المصدر ذاته الى أن الجمع بين ثروة إفريقيا من الموارد الطبيعية وسكانها الشبابي المزدهر يمنح القارة القوة التي، بدعم من المهاجرين الأفارقة عبر العالم، يمكن أن تعيد تشكيل ديناميكيات القوة لصالح تنمية إفريقيا.