المنظمة الدولية للفرانكوفونية تستكشف فرص الاستثمار بالمغرب في عدة مجالات
الدار / أحمد البوحساني
نظمت المنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF) بعثة استكشافية اقتصادية إلى المغرب ومصر، و ورشة عمل إقليمية حول المعاملات المصرفية وتمويل التجارة الدولية في إفريقيا، بقيادة مدير المنظمة جيفروي مونبيتيت، نيابة عن الأمين العام للفرنكوفونية.
وفي هذا السياق تم تنظيم منتدى اقتصادي اليوم الخميس 9 فبراير 2023، تحت شعار “الاستثمار ومزاولة الأعمال في المغرب” .
ويعتبر هذا المنتدى المنعقد في الدار البيضاء من 8 إلى 9 فبراير 2023 ، مرحلة ثانية ، بعد الأولى التي عقدت في لقاهرة من 6 إلى 7 فبراير 2023 ، و يهدف إلى تسليط الضوء على فرص الأعمال والاستثمار الممكن اغتنامها في ثلاثة قطاعات أساسية، وهي الصناعات الفلاحية، والطاقات المستدامة والسلع والخدمات الرقمية.
هكذا ناقشت الورشة الأولى، التحديات والفرص والشراكات في الصناعات الفلاحية، حيث تم عرض مناخ الأعمال التجارية في مجال الصناعات الغذائية و الزراعية في المغرب، والقطاعات المفتوحة أمام التجارة والاستثمار. و اطلع المشاركون على فرص الاستثمار في قطاع الأغذية الزراعية في التي توفرها المملكة المغربية، كما تمت الإشارة إلى الفرص المتاحة كذلك في كل من اليونان وكندا -كيبيك في إطار استعدادات البعثات الاقتصادية والتجارية للفرانكفونية في هذه البلدان لسنتي 2023-24.
في حين، عرفت الورشة الثانية، مناقشة التحديات والفرص والشراكات في مجال الطاقة المستدامة، وتم استعراض فرص الاستثمار المتاحة في مجال الطاقة المستدامة في المغرب والقطاعات المفتوحة للتجارة و الابتكار، إضافة الى فرص الأعمال التجارية والشراكة في مجال الطاقة المستدامة في اليونان، و لبنان وكندا كذلك.
أما الورشة الثالثة، فقد ناقشت التحديات والفرص والشراكات المتاحة في مجال السلع والخدمات الرقمية، وعرضت خلالها ، أمام المشاركين ، الفرص المتاحة من أجل الاستثمار و الأعمال التجارية في السلع والخدمات الرقمية في المغرب .
وخلال افتتاح أشغال هذا المنتدى ، سلطت هاوا أسيل، ممثلة المنظمة الدولية للفرنكفونية بشمال إفريقيا، الضوء على المؤهلات الاقتصادية والتجارية للمغرب وكذا فرص الأعمال والاستثمار. و أوضحت أن الزيارات الميدانية القطاعية التي تم إجراؤها في “كوسومار”، وتكتل الطاقات المتجددة بالتكنوبارك و”كازا نيرشور” قد منحت انطباعات إيجابية للغاية و واعدة. كما أشارت إلى أن الحضور القوي للأوساط الاقتصادية، الناطقة بالفرنسية و المغربية، الذين جاؤوا لتبادل خبراتهم و مشاريعهم التجارية ورؤيتهم للتنمية الاقتصادية والتجارية، يشهد على وجود اهتمام حقيقي بالفرنكفونية الاقتصادية و فرص الأعمال و الاستثمار التي يمكن أن تقدمها للشركات الفرنكوفونية. كما أكدت أن المنظمة تتمتع، في المجال الاقتصادي، بقيمة مضافة تتجلى في الربط بين الفاعلين الاقتصاديين والمقاولات، وفي تسهيل المبادلات والوصول إلى الذكاء الاقتصادي في البلدان.
وفي معرض استعراضها لإمكانيات إفريقيا، أوردت أن القارة الإفريقية توفر العديد من الفرص للتجارة والاستثمار، مشيرة إلى أنها واحدة من أكثر المناطق دينامية في العالم من حيث الابتكار الرقمي والتجهيز بالبنيات التحتية الطاقية، والصحية والنقل وحماية البيئة، وبالتالي فرص الأعمال.
و سجلت أنه يتم الدعم الاقتصادي والتجاري للمقاولات الفرنكفونية بفضل شبكة واسعة من الجمعيات الفرنكفونية والمقاولات والفاعلين الاقتصاديين، مؤكدة على تعاون المنظمة الدولية للفرنكوفونية مع التجمعات المهنية، بما في ذلك الشبكة الدولية لوكالات النهوض بالاستثمار الفرنكوفونية، والمؤتمر الدائم للغرف القنصلية الإفريقية ووالفرنكوفونية، وكذا التحالف الجديد لأرباب العمل الفرنكفونيين، والذي شارك المغرب في تأسيسه في شهر مارس 2022 في تونس، ويشغل أمانته العامة عبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج.
من جانبها، أشارت المديرة العامة للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، كنزة العلوي، إلى أن المملكة بذلت جهودا كبيرة لتعزيز البيئة الاستثمارية، مضيفة أن الصناعة المغربية ترتكز على 14 قطاعا صناعيا وتعتمد على 54 منظومة.
و أبرزت أن الصادرات المغربية بلغت 370 مليار درهم بنهاية عام 2022، بزيادة نسبتها 31 في المئة مقارنة بسنة 2021 ، وذلك بفضل قطاعات رئيسية، مثل صناعة السيارات التي تتجاوز طاقتها الإنتاجية 900 ألف سيارة سنويا، وتشتغل بتكامل محلي يتجاوز 69 في المئة، مع وجود مصنعين اثنين في المغرب.
كما أشارت العلوي إلى قطاع الطيران، مبرزة أن المغرب يحتل مكانة رائدة على المستوى الإقليمي في تصدير أجزاء الطائرات، بالإضافة إلى قطاع الصناعة الغذائية والنسيج والقطاع الصيدلاني والطاقات المتجددة.
وفي حديثها بهذه المناسبة ، قالت إيمان الزاوي ، الرئيسة التنفيذية لشركة نستله المغرب ، إن هناك حاليًا بيئة مواتية للغاية لتطوير الأعمال في المغرب. و واصلت بالقول، “إننا نتحدث عن سوق يضم ما يقرب من 40 مليون مستهلك، مما يجعله أرضا خصبة للمشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تحاول الشركات الآن أن ترسخ أقدامها في البلدان ذات الحضور القوي للمواهب ، وفي المغرب لدينا الكثير منهم ولديهم قدرات كبيرة. وهناك أيضا دينامية إيجابية جدا في بلدنا، وقد حان الوقت أكثر من أي وقت مضى للمستثمرين، وخاصة الناطقين بالفرنسية، للنظر في وجهة “المغرب”.
وبهذه المناسبة ، ستقوم أكثر من 100 شركة محلية وحوالي 50 شركة ، ورجال أعمال من عشرين دولة ناطقة بالفرنسية باستكشاف أسواق جديدة وتطوير العلاقات التجارية بين الشمال والجنوب و كذلك الجنوب – الجنوب ، و علاقات ثلاثية الأطراف في ثلاثة قطاعات مختلفة وهي الصناعات الزراعية والطاقة المتجددة والسلع والخدمات الرقمية، في مصر والمغرب، وهما من أكثر البلدان تصنيعا في القارة الأفريقية خلال عام 2022.
من جهة أخرى ، أكدت نسرين القرطبي، مديرة مركز الموارد بالوكالة المغربية للطاقة المتجددة، أن الحفاظ على اقتصاداتنا ينطوي، من بين أمور أخرى، على تطوير وتحويل و استهلاك طاقاتنا بشكل مختلف. و قالت في هذا الصدد ، “اليوم، الطاقة المتجددة هي أحد أهدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي سيسمح لنا بالحد من تأثير تغير المناخ على الأرض. وفي هذا السياق، وضع المغرب في عام 2009، في إطار مشترك مع المنتظم الدولي، استراتيجية استشرافية للطاقة المتجددة “.
وأضافت القول : “في ظل القيادة الفعالة لجلالة الملك محمد السادس، وضعت الاستراتيجية الطاقة المتجددة في صميم أهداف المملكة ومكنت المغرب من أن يكون في الساحة الدولية للطاقة المتجددة. بعد ذلك، أطلق المغرب خطة “نور” للطاقة الشمسية ، والتي تهدف إلى تعزيز موارد الطاقة الشمسية، وكانت جزءا من الأمن الطاقي، وتعمل على توفير الطاقة وحماية البيئة، وهي أحد أولوياتنا في المملكة المغربية .”