قرية “تارميلات” قمة المفارقات.. جنة مريم بنصالح وجحيم الضعفاء
الدار/ رشيد محمودي – تصوير: أيوب اجوادي – صوت: ياسين جابر
المتجول في منطقة تارميلات، لن يعتقد أنه داخل واحدة من أغنى القرى بالمغرب، مداخيل سنوية تناهز الملايير لاستثمارات ضخمة من طرف أكبر الشركات المغربية. صمت رهيب، لا تكسره سوى أصوات الشاحنات المحملة بالأطنان من المياه المعندية صوب جميع جهات المملكة. محلات مغلقة، وحركية نادرة لا تحييها إلا نداء الصلاة. منازل بلاستيكية، وساكنة ضحية أوضاع معيشية مزرية، رغم الإمكانات المهمة التي تتوفر عليها المنطقة، في الوقت الذي كانت تارميلات مرشحة لتكون قاطرة للقرى المغربية، أصبحت منبعا للبطالة والتهميش.
خيرات طبيعية تستفيد منها المياه المعدنية لشركة سيدي علي والماس، وجماعة تتوصل سنويا بدعم يصل إلى 10 ملايير سنتيم، ما تجعل من المنطقة واحدة من أغنى القرى داخل تراب المملكة، إلا أن سكانها يعيشون في غياب الإنارة والماء الصالح للشرب، صالح للشرب وقنوات الصرف الصحي.
أكواخ من مادة البلاستيك، هو نصيب ساكنة قرية تارميلات، أمام الخيرات الطبيعية الهائلة التي تتوفر عليها المنطقة، علما أن شركة سيدي علي تذر أرباحا خيالية، وسط سخط عارم بسبب إقصاء شباب المنطقة من فرص العمل، بالإضافة إلى جلب عمال من خارج القرية وفي بعض الأحيان من مدن بعيدة.