ربورطاج: حملة “قهرتونا”.. بيضاويون يتصدون لفوضى حراس السيارات
الدار/ إيمان الشيخ
يجلس وحيدا على كرسي مهترئ، يحاول تغطية وجهه بقطعة كارتون خوفا من أشعة شمس حارقة باغتث المغاربة في أولى أيام رمضان، لكن بمجرد لمحه لسيارة تخرج من مكانها يقفز متوجها إلى سائقها فيحاول إرشاده بحركات للخروج بسلام.
يقول با محمد، حارس سيارات بحي العيون بالدار البيضاء في تصريح لموقع "الدار" أنه اختار هذه المهنة بعد إفلاس شركة كان يعمل بها قبل سنوات، مؤكدا أنه قادر على حماية ما يتعهد بحراسته نهارا لمدة تزيد عن العشرين سنة.
ويطالب المتحدث ذاته المسؤولين بتقنين المهنة، بل يقترح اختبارات قبل ماسارستها لتجنب "الفوضى".
وبسبب الفوضى التي تحدث عنها با محمد في تصريحه للدار ، قرر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق حملة افتراضية تحت عنوان "قهرتونا" للمطالبة بوقف "النصب" الذي يتعرض له سكان مدينة الدار البيضاء بسبب عدم تقنين مجال حراسة السيارات.
تقول رشيدة بومسكن وهي أحد المشاركات في الحملة ل إنها قررت الانضمام إليها لأنها لم تعد تستطيع تحمل ما تتعرض له يوميا من طرف حارسي السيارات في كل مكان تقصده "أمام مكان عملي يجب على أن ادفع 5 دراهم يوميا ثم أمام السوق وأمام مدرسة ابنتي.. حتى تحولت الدار البيضاء إلى مكان يملكه هؤلاء الذين لا يتوفر بعضهم على رخص من السلطات".
وقال يوسف السرغيني لموقع "الدار" إن الحملة يجب ان تنتقل إلى ارض الواقع "لعل المسؤولين عن العاصمة الاقتصادية يتحركون لوقف هذه المافيات التي اصبحت تسرق مئات الدراهم من جيوب المواطنين يوميا.
عثمان، وهو أحد الحراس يعترف أنه يمارس المهنة بلا رخصة، لكنه في المقابل يوضح أنه اختارها تجنبا للتسول بعدما لم يجد عملا بسبب عجز رجله اليمنى.
يقول عثمان لموقع "الدار" انه يفكر وبعد جمع قدر من المال الكافي في افتتاح مشروع صغير.
أما خديجة وهي حارسة سيارات بوسط المدينة، فتقول ردا على أصحاب حملة قهرتونا إن الدار البيضاء اصبحت مدينة مكتظة بأناس لم يجدوا عملا، لذلك يختار بعضنا لممارسة هذه المهنة التي نتعرض فيها لكثير من الإهانات يوميا.