مسؤول بمؤسسة التمويل الدولية : بالاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. فرصة للمغرب من أجل تقاسم تجربته الناجحة في مختلف المجالات
أكد نائب الرئيس الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية لإفريقيا، سيرجيو بيمنتا أن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي سيستضيفها المغرب خلال أكتوبر 2023 بمراكش، تشكل فرصة للمملكة من أجل تقاسم تجربتها الناجحة في مختلف المجالات مع بقية العالم.
وقال السيد بيمنتا في حوار مع كالة المغرب العربي للأنباء، على هامش زيارته للمغرب يومي 12 و13 يونيو الجاري، أن “هذه الاجتماعات تعد حدثا مهما، ليس فقط بالنسبة لمؤسسة بريتون وودز “Bretton Woods” وإنما بالنسبة للمغرب أيضا، إذ سيتمكن المجتمع الدولي من أن ينظر إلى العمل المنجز في مجال تحول الاقتصاد المغربي وتنميته على جميع المستويات”.
وأبرز بيمنتا أن هذا الحدث يعد “نافذة على المغرب حيث سيتمكن العالم بأسره من النظر عبرها خلال شهر أكتوبر لدى انعقاد هذا الحدث البارز”، مضيفا أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة يمكن أن تترجم إلى شراكات جديدة، نظرا لحضور القطاع الخاص، والمؤسسات المالية، وشركاء التنمية على وجه الخصوص.
واعتبر السيد بيمنتا أن الأمر يتعلق بفرصة لاستقطاب استثمارات جديدة وتبادل أفضل الممارسات والتجارب الناجحة.
وفي معرض تناوله للاتفاق الموقع أمس الاثنين بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ومؤسسة التمويل الدولية من أجل تحديث خارطة الطريق الوطنية للغاز الطبيعي، أبرز السيد بيمنتا أنها المرة الأولى منذ عدة سنوات التي توقع فيها المؤسسة اتفاقا من هذا النوع، والذي يتوخى دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يمكن من مساعدة الحكومة المغربية في تحديد إطار تدخل القطاع الخاص في مشروع مهم للبنية التحتية.
وقال إن “الأمر يتعلق بشراكة تاريخية وقعناها مع المغرب”، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيمكن من خلق فرص لفائدة القطاع الخاص وتشجيع المقاولات المغربية و/أو الأجنبية على المزيد من الاستثمار في المغرب.
وبهذه المناسبة، جدد المسؤول التزام مؤسسة التمويل الدولية لتقديم دعمها للحكومة المغربية في مبادرات أخرى مشابهة بما يمكن من تعزيز القطاع الخاص بالمغرب.
وضمت مؤسسة التمويل الدولية جهودها منذ 1962 إلى أزيد من 100 شريك بالمغرب كما عبأت واستثمرت أزيد من 3,5 ملايير دولار في مشاريع مختلفة، مع إيلاء اهتمام متزايد بمواكبة مقاولات القطاع الخاص في تطورها.
وأضاف بيمنتا “لقد عملنا يدا في يد مع الحكومة المغربية لمواكبة جهودها في الإصلاح من أجل إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص”.
وفي سياق آخر، اعتبر المسؤول أن الوضع الماكرو ـ اقتصادي العالمي، الذي يظل غير مؤكد، يمثل تحديا بالنسبة لكافة البلدان، ومن بينها المغرب، إلى جانب تأثير التغير المناخي ولاسيما مسألة الماء.
ومن جهة أخرى، قال السيد بيمنتا “إننا قادرون على رفع هذه التحديات بالعمل سويا مع المقاولات المغربية من أجل إيجاد فرص جديدة”.
وعلى مستوى الفرص، سلط بيمنتا الضوء على الجهود الملحوظة التي تبذلها الحكومة المغربية من أجل تحول الاقتصاد، مع التزام أقوى للقطاع الخاص، بما يمكن من خلق مناخ أعمال مناسب للمقاولات الأجنبية والمغربية ويشجعها على الاستثمار.
وأضاف أن “الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب وانفتاحه على أوروبا وإفريقيا يشكلان أيضا فرصة بالنسبة للمملكة”، مشيرا إلى أن المغرب يضطلع بدور حاسم أكثر فأكثر في بعض البلاد الإفريقية في مجال المبادلات التجارية والاستثمارية.
وخلص إلى أن المغرب يتمتع أيضا بساكنة شابة تعتبر فرصة قادرة على الإسهام في تنمية اقتصاد البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة التمويل الدولية، العضو في مجموعة البنك الدولي، تعد مؤسسة التنمية الرئيسية المرتكزة على القطاع الخاص في البلدان الصاعدة، حيث تقود عمليات في نحو مائة دولة، وتخصص رصيدها وكفاءاتها وتأثيرها من أجل خلق أسواق وفرص في الدول النامية.
المصدر: الدارـ و م ع