مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا.. إفريقيا يمكن أن تصبح مركزا عالميا للمواهب
أجمع المشاركون في جلسة نظمت، اليوم الأربعاء، بمراكش، في إطار أشغال “مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا”، على أن القارة الافريقية “يمكن أن تصبح مركزا عالميا للمواهب” في شتى المجالات.
وأوضح المشاركون في هذه الجلسة، التي حملت عنوان “الجيل القادم.. هل يمكن لإفريقيا أن تصبح مركزا عالميا للمواهب ؟”، أن 70 في المائة من ساكنة القارة الإفريقية، خصوصا جنوب الصحراء، تقل أعمارها عن 30 سنة، مما يجعلها خزانا كبيرا للمواهب، التي يتعين توفير التكوين الجيد لها في أفق استثمارها بشكل أمثل، مشيرين إلى أن قطاعي التربية والتشغيل يمثلان أكبر تحد يواجه القارة.
وأبرزوا، في هذا الصدد، الحاجة الماسة للتكوين بهدف تمكين أجيال المستقبل من مهارات تنافسية، مؤكدين أن هناك العديد من البرامج التي أثمرت نتائج ملموسة، لاسيما في مجال الصناعات التي توفر أفضل الفرص لإحداث مناصب الشغل لشباب القارة.
وقالت المديرة العامة، مؤسسة شركة “أزا فايناس”، إليزابيث روسيلو، في مداخلة بالمناسبة، إن العديد من الشركات الكبيرة بدأت تستثمر في تكوين المواهب الإفريقية في المجال التكنولوجي، لافتة إلى أن عمالقة التكنولوجيا شرعوا في إحداث مراكز لاكتشاف الكفاءات في مختلف أنحاء القارة.
وأضافت السيدة روسيلو أن هناك شركات افريقية تعمل في مجال التكنولوجيا العالية تشغل كفاءات افريقية شابة، مسجلة أن القارة تشهد تطورا ملموسا في الكفاءات والمواهب التي من شأنها أن تجعل القارة تتبوأ مكانة مركزية في المستقبل.
كما أكدت أهمية الاستثمار في الشركات الصغرى والمتوسطة، وكذا في أكاديميات التكوين التي تساهم في تخريج يد عاملة ماهرة، مشيرة إلى أن الكفاءات الإفريقية أثبت علو كعبها متى توفر لها التكوين الجيد وحظيت بالثقة.
من جهتها، قالت المديرة العامة لـ “صندوق التأثير من أجل المواهب الإفريقية”، روبيرتا آنان، في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي، إن افريقيا تشكل خزانا كبيرا للمواهب والكفاءات، معتبرة أنه على الحكومات أن تلعب دورا هاما في تمكين وتشجيع الاستمارات من أجل تشجيع المواهب الشابة على الإبداع.
وتطرقت السيدة آنان إلى موضوع الكفاءة الفكرية في مجالات مثل الموسيقى والفن، حيث يجب ضمان حقوق المبدعين، داعية إلى إنشاء صناديق دعم للشباب المبدعين في المجالات التي ينشطون فيها، وكذا إقامة منصات للتكوين.
واستشهدت، في هذا الاتجاه، بتجربتها في إحداث منصات تهتم بالمواهب والكفاءات وتشجع الصناعات الثقافية والإبداعية، مشددة على ضرورة تضافر جهود القطاعين العام والخاص وكافة الفاعلين من أجل تشجيع مجالات إبداعية جديدة واعدة.
من جانبه، اعتبر النائب الأول للرئيس ورئيس قسم التأثير الاجتماعي، بـ Cisco Systems, Inc، بريان تيبانس، أن التكنولوجيا العالية هي التي تشكل مستقبل العالم بصفة عامة والقارة الإفريقية بشكل خاص، مضيفا أن برامج التكوين في القارة يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار التكوين الجيد في المجال التكنولوجي.
وأبرز السيد تيبانس أن تطوير الكفاءات في قطاعات مثل الأمن السيبراني وحماية المعلومات والذكاء الإصطناعي يوفر العديد من الفرص الاقتصادية للشباب، مؤكدا أن القارة الإفريقية تعد حقلا خصبا للشركات العملاقة من أجل الاستثمار، لا سيما في قطاع التكنولوجيا.
يذكر أن الدورة الإفريقية الأولى لـ “مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد”، التي افتتحت، أمس الثلاثاء، بمراكش، تحت شعار “بوابة إفريقيا”، بمبادرة من بلومبرغ، الرائدة في مجال المعلومة الاقتصادية والمالية، وبشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، تشكل فرصة للأطراف المشاركة لتبادل المعارف وإبرام شراكات استراتيجية والنظر في الحلول المشتركة للتحديات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية العالمية.
المصدر: الدارـ و م ع