سلايدرمال وأعمال

رجال أعمال مغاربة يبحثون فرص الاستثمار في البرتغال

بدأت بعثة اقتصادية مغربية، اليوم الثلاثاء، زيارة للبرتغال تروم استكشاف فرص الاستثمار والتعاون بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم البرتغاليين.

وأجرت البعثة المغربية خلال اليوم الأول من هذه الزيارة، المنظمة من قبل غرفة التجارة والصناعة والخدمات البرتغالية بالمغرب، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة البرتغالية و الجمعية المغربية للمصدرين، والتي تستمر حتى 23 من الشهر الجاري، لقاء مفتوحا مع رجال أعمال ومسؤولين برتغاليين، حيث تم الوقوف على الإمكانيات المتاحة للتعاون والاستثمار في مجالات الأغذية الزراعية والصحة والنسيج وصناعة السيارات، والمعادن والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال.

وفي هذا الصدد، قال جوزي ماريا تيكزايرا، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات البرتغالية بالمغرب، إن تنظيم هذه الزيارة يهدف بالأساس إلى تعزيز وتقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب والبرتغال.

وأكد السيد تيكزايرا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن البلدين يتوفران على امكانيات هائلة يتعين استثمارها، من خلال تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الجارين.

وأوضح أن تنظيم هذه التظاهرة وجلب العديد من المقاولات المغربية إلى لشبونة يستهدف أيضا تمكين هذه المقاولات من معرفة جيدة بالبرتغال، والاطلاع عن كثب عن مناخ الأعمال بها، وعلى عمل مقاولاتها وتجربتها الاقتصادية ككل.

كما تمثل هذه الزيارة ، يتابع المتحدث، مناسبة للاطلاع على الفرص التي تتيحها البرتغال من أجل فتح الأبواب أمام المقاولات المغربية ليس للدخول إلى السوق البرتغالية فحسب بل أيضا سوق الدول الناطقة بالبرتغالية، والسوق الأوروبية التي تعد البرتغال من الدول الفاعلة والنشطة فيها، مفيدا بأن أن هذه اللقاءات بلشبونة ستليها سلسلة من اللقاءات في المستقبل.

من جانبه، قال سفير المغرب بلشبونة، السيد عثمان أباحنيني إن الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس مكنت من تحقيق مشاريع واسعة النطاق وإصلاحات طموحة، جعلت المملكة المغربية لاعبا رئيسيا في القارة الإفريقية.

وأكد السفير أن هذا اللقاء بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والبرتغاليين يكتسي أهميته باعتباره يأتي بعد المنتدى الاقتصادي البرتغالي المغربي والدورة 14 للاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى، معتبرا أن هذه الزيارة تبرز مدى الاهتمام الذي يبديه رجال الأعمال في البلدين، القريبين جغرافيا وثقافيا، من أجل بناء اقتصاد قوي ودائم، وتعزيز التعاون القائم على التكامل الاقتصادي والمصلحة المشتركة.

واستحضر السفير، بهذه المناسبة، المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب من أجل تعزيز جاذبيته كسوق واعد، مشيرا في هذا الإطار إلى البنيات التحتية التي تم تطويرها وفقا للمعايير الدولية، على غرار ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد الآن ميناء الشحن الرائد في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وأول خط فائق السرعة في إفريقيا، فضلا عن أكثر من 2000 كيلومتر من الطرق السريعة لتحسين الاتصال اللوجستي.

وأوضح الدبلوماسي أن المغرب يتمتع اليوم بجاذبية كبيرة ويوفر فرصا متعددة للمستثمرين الأجانب في مختلف القطاعات التقليدية، مثل النسيج والسياحة والأغذية الزراعية، وكذلك في القطاعات الاستراتيجية والصناعية والابتكار، مثل السيارات والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأضاف السيد أبا حنيني أن المغرب “يدخل مرحلة جديدة من التنمية، حيث يشكل الاستثمار المنتج ركيزة أساسية في التحول التاريخي الجاري في بلدنا”، مؤكدا أن المملكة تسعى إلى جعل الاستثمار رافعة حقيقية للقيمة المضافة والوظائف لتحويل التحديات التي تواجهها إلى فرص.

وفي هذا الإطار، أوضح السفير أن المغرب يستهدف جعل القطاع الخاص المحرك الرئيسي لاقتصاده بحلول سنة 2035، معتبرا أن تحقيق هذه الغاية دفع الحكومة المغربية إلى أن تعتمد مؤخرا ميثاق جديدا لاستثمار لدعم النمو الكبير والمستدام والشامل في المستقبل.

وبحسب الدبلوماسي، فإن “التغيرات العميقة التي يعرفها عالم اليوم تتطلب منا تعزيز مرونتنا من خلال وضع خطط أعمالنا في إطار منظور إقليمي، مع دوائر أقصر ومراكز إنتاج أقرب إلى مراكز الاستهلاك”، معتبرا أن هذا الرؤية تأكدت نجاعتها أكثر خلال الجائحة، حيث تحققت زيادة ملحوظة في المبادلات التجارية بين المغرب والبرتغال بنحو 30 بالمائة للصادرات البرتغالية إلى المغرب و20 بالمائة لوارداتها من المملكة.

وذكر في السياق أن التبادلات التجارية بين البلدين شهدت خلال العقد الأخير اتجاها تصاعديا وصل إلى أكثر من 1.8 مليار يورو في سنة 2022، مؤكدا أن صادرات المغرب نحو البرتغال تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة.

من جانبه، أكد الكاتب العام لغرفة التجارة والصناعة البرتغالية، جواو بيدرو غيمارايش، على العلاقات الممتازة التي تجمع رجال الأعمال والمقاولات بالبلدين، مشددا على ضرورة تعزيز هذه العلاقات لتشمل مجالات أكبر واستثمارا افضل لميزة القرب الجغرافي بيت البلدين.

وأشار السيد غيمارايش إلى أن المغرب يعد البلد الذي يحظى بالأولوية في أجندة غرفة التجارة والصناعة البرتغالية مفيدا بأنها نظمت أكبر عدد من البعثات التجارية بالمغرب، حيث تم منذ سة 2026 تنظيم 14 بعثة شملت 110 مقاولة برتغالية.

وخلص إلى التأكيد على عزم غرفة التجارة والصناعة البرتغالية مواصلة الترويج للمغرب كوجهة جذابة لتصدير السلع والخدمات البرتغالية وكذلك لتعزيز الاقتصاد البرتغالي والاستثمار.

وتشكل هذه البعثة، التي ستتميز بسلسلة من لقاءات العمل الثنائية مع فاعلين اقتصاديين ومهنيين ومسؤولين رفيعي المستوى وزيارات ميدانية إلى عدد من المواقع والمؤسسات والمقاولات البرتغالية، فرصة للشركاء من البلدين لاستعراض فرص الأعمال والتعاون المختلفة التي يقدمها كلا الجانبين وسبل تعزيزها، وكذا مناسبة لبناء شراكات وتطوير استثمار متبادل وإحداث قنوات لتبادل المعلومات والمعرفة المفيدة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين.

المصدر: الدارـ و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى