تونس.. اشتباكات دامية و”تحريض” ضد المهاجرين الأفارقة في صفاقس
الدار/ دولي
تشهد مدينة صفاقس التونسية اشتباكات دامية بين السكان المحليين و مهاجرين أفارقة، منحدرين من جنوب الصحراء، حيث تعرّض العشرات منهم إلى الترحيل و الطرد بعد مقتل مواطن تونسي، على خلفية الصدامات مع المهاجرين غير القانونيين.
وأثارت الحادثة غضباً واسعاً في صفاقس التونسية، مطالبين السلطات المحلية بإجلاء المهاجرين غير الشرعيين وطردهم من البلاد، حيث تعتبر صفاقس الوجهة الساحلية الواقعة شرق تونس، ونقطة عبور “قوارب الموت” نحو أوروبا.
واندلعت احتجاجات في شوارع مختلف المدن التونسية، مطالبين بمغادرة المهاجرين على الفور، وأغلق بعضهم الطرقات و إضرام النيران في الإطارات المطاطية، معبّرين عن غضبهم بعد مقتل الرجل الأربعيني طعناً خلال الاصطدامات الليلية بينهم، ليل الاثنين الماضي مع مهاجرين من جنسيات مختلفة من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتدخلت الشرطة التونسية لإخماد غضب الأسر المحتجة على الحادثة، حيث قامت بترحيل أغلب المهاجرين غير النظاميين بمدينة صفاقس التونسية، نحو الحدود الليبية.
لكن بعد تشييع التونسي الذي قتل خلال اشتباكات مع مهاجرين أفارقة، عادت دعوات الانتقام لتملأ صفحات مواقع التواصل التونسية، ما أثار المخاوف من تجدد العنف.
حيث أطلقت مجموعة من المشاركين شعارات غاضبة على غرار “سننتقم لموته”، كما انتشرت على مواقع التواصل المحلية دعوات لطرد المهاجرين وعدم توظيفهم أو تأجيرهم المنازل.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عن تعزيز الأمن بالمدينة عقب الاشتباكات، التي أدت إلى وقوع أضرار كبيرة بالممتلكات.
في وقت طالبت فيه هيئات مدنية ومنظمات غير حكومية السلطات بتهدئة الأوضاع، وضمان أمن المهاجرين والتونسيين على حد سواء، مستنكرة العنف الذي يتعرّض له المهاجرين على يد المواطنين التونسيين.
في ذات السياق، أكّد ” فرانك بوتديجي” مدير منظمة “آفريك إنتيليجانس” (Afrique Intelligence) غير الحكومية، المعنية بالدفاع عن حقوق المهاجرين، عبر منشور له على الفيسبوك، متحدثا عن اعتداءات جسدية طالت طلابا أفارقة كانوا في طريقهم للجامعة.
كما دعا “بوتيدجي” السلطات التونسية لمضاعفة الإجراءات الأمنية في صفاقس “لضمان سلامة التونسيين والأجانب” على السواء.
وقال الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية) رُمضان بن عمر لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الشرطة نقلت العديد من المهاجرين إلى مبنى “معرض صفاقس” بانتظار نقلهم إلى مكان آخر.
وقد علّق بن عمر عن الوضع الذي آلت إليه الأمور في صفاقس قائلا: ” إن خطاب الكراهية انتقل “من الافتراضي إلى الواقع الميداني بتصوير المهاجرين كتهديد صحي وأمني نتيجة غياب الدولة وانفلات الخطاب الإعلامي نحو التهييج”، وحذر من أنه “في غياب الدولة تتعمد مجموعات منفلتة إخلاء منازل المهاجرين بالقوة وما ينتج عن ذلك من عنف”.
يذكر أنه، يشكو سكان صفاقس من تجاوزات وأعمال شغب وفوضى يقوم بها مهاجرون في المدينة، بالمقابل، يقول المهاجرون الأفارقة إنهم يتعرضون لمضايقات عنصرية من بعض السكان.
وتراكم الأحداث، أدى إلى خروج المئات من التونسيين الشهر الماضي للتظاهر في صفاقس احتجاجا على وجود الآلاف من المهاجرين في مدينتهم، مطالبين السلطات بترحيلهم.
وانتشر العنف اللفظي والجسدي بين السكان والمهاجرين، كما تضاعف بعد خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيّد في فبراير الماضي، انتقد فيه الهجرة غير القانونية، واعتبرها تهديداً للتركيبة الديموغرافية لبلاده.