الدبلوماسية المغربية تدك قلاع “البوليساريو”…أنغولا تسحب الاعتراف بجمهورية الوهم

الدار- عبد الحميد العلوي
أفضت حركية الدبلوماسية المغربية في “إفريقيا الأنجلوفونية” منذ فترة ليست بالقصيرة، الى سحب أنغولا اعترافها بجمهورية “البوليساريو” الانفصالية، بعد أن أعربت جمهورية أنغولا عن تأييدها لحل سياسي قائم على التوافق للنزاع حول الصحراء.
البيان المشترك، الصادر، أمس الثلاثاء بالرباط، في ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية – الأنغولية، أكد خلاله وزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو، أن بلاده “تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل، دائم، مقبول لدى الأطراف، وقائم على التوافق”.
موقف أنغولا لا يمكن قراءته الا في إطار سحب البلدان الافريقية لاعترافها بالكيان الوهمي، بعدما تيقنت بجدوى، ومعقولية الطرح المغربي في النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، كما أن موقف أنغولا هو نتيجة حتمية لسيرورة التحركات المغربية التي انطلقت منذ سنة 2017، اذ شكل الحضور على كل الواجهات استراتيجية وطنية تكسر المؤامرات العدائية وتعطي فرصة للمملكة من أجل طرح أفكارها.
وظلت الدبلوماسية المغربية وفية لنهجها من خلال تكريس الحضور، والبحث عن استرجاع قواعده الأساسية في إفريقيا “الأنجلوفونية”، خصوصا أن عدد الدول المعترفة بالبوليساريو لا يتجاوز 12، أغلبها أنجلوفوني.
لذلك فحالة أنغولا، مثلا، تشبه كثيرا وضع نيجيريا السابق؛ فرغم الاعتراف بالبوليساريو، ظلت أنغولا ترغب في علاقات جيدة مع المغرب، وهو ما تجسد أمس، حينما أكد وزير الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو، “تطلع وطموح بلاه المشترك، إلى الارتقاء بعلاقات التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية أنغولا إلى مستوى الشراكة الفاعلة، بما يسهم في خدمة وتكريس السلم والاستقرار في القارة الافريقية”.
وظلت أنغولا تعطي إشارات قوية للتقارب مع المغرب منذ وصول الرئيس، جواو لورينسو، إلى السلطة في 26 شتنبر 2017، حيث سبق وأن التقى الرئيس الأنغولي بالملك محمد السادس على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي نظمت في نهاية نونبر 2017 في أبيدجان، وفي برازافيل في 29 أبريل 2018 على هامش أعمال القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات لجنة المناخ، للصندوق الأزرق لحوض الكونغو. لقاءات، أعقبتهما زيارة إلى الرباط في يوليو 2018 من قبل وزير الخارجية الأنغولي السابق، مانويل دومينغوس أوغوستو.
كما سبق أن أكد ممثل أنغولا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال خطابه أمام اللجنة الرابعة للشؤون السياسية، شهر 2020، على “الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية”.
وأعطى المغرب و أنغولا إشارات قوية في اطار تعاونهما المشترك، وذلك خلال استقبال الرئيس الأنغولي الذي أعيد انتخابه، جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، الخميس 15 شتنبر 2022، بالقصر الرئاسي بلواندا، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي سلمه رسالة تهنئة من الملك محمد السادس.
البرقية التي بعث بها الملك محمد السادس، لـ لورنسو”، كانت أيضا حبلى برسائل قوية، حيث أعرب الجالس على العرش، عن تقديره لما يجمع بين المغرب وأنغولا من روابط الصداقة والأخوة الإفريقية، مجددا حرصه الدائم على العمل سويا مع الرئيس الأنغولي من أجل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.