رواء مكة.. أوريد: “أنا لست مسؤولا عن هذه الضجة وتلقيت الأمر كأي متلقي”
الدار/ سعيد المرابط – تصوير: مروى البوزيدي
بتنظيم من جمعية طاطا تامورانت، ولفابريكا، ووسط حضور ملأ قاعة الفضاء الثقافي والفني لوزين، ووسط أهل الأدب والإعلام، وقّع الكاتب الروائي حسن أوريد، إصداره القديم الجديد، “رواء مكة”، الذي حمل بين دفتيه نصا يندرج ضمن أدب الرحلة.
وقدم الصحفي رشيد البلغيثي، حفل توقيع الكتاب، الذي أثيرت حوله ضجة واهتمام واسع، بعد الإشهار المجاني، الذي أعطاه إياه، من حيث لا يدري؛ المقرئ أبو زيد الإدريسي في البرنامج الرمضاني “سواعد الإخاء”، وسط عدد من الدعاة والإسلاميين.
وعرج البلغيثي في كلمته الافتتاحية لحفل التوقيع، إلى الآيات الـ53-55 من سورة الزمر، التي صدر أوريد نصه المرتحل، “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ”، قبل أن يستطرد إلى تفسير ابن كثير لها، “دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر”، متسائلا ما ذنب أوريد، وهل تحلى بشجاعة الاعتراف في ما كتب؟.
وحسم أوريد حالة الجدل المثارة حول مؤلفه، التي اعتبرها “صورة كاريكاتورية”، قائلاً “أنا لست مسؤولا عن هذه الضجة، تلقيت الأمر كأي متلقي”، مضيفا أن “العنوان اخترته لأني اعتبره معبرا عما أردت”.
ونفى الكاتب والروائي، ما إذا كانت “رواء مكة”، مذكراته الشخصية، مؤكدا “لست أدري هل سيأتي يوم أكتب فيه مذكراتي، فأنا الآن لدي أولويات أخرى غير ذلك”.
وعن الضجة التي أثارتها كلمات أبو زيد حول الكتاب، قال أوريد، “لا ينبغي تحميلي ما ليس من مسؤولياتي، فالحرية للقارئ المفترض به أن يحب أو ينبذ العمل، فأنا لا أرتبط بالنص ارتباطا عضويا”، مضيفا في ذات السياق “أريد من القرّاء قراءتي قراءة موضوعية”.
وعن المثقف وموقعه في ودوره، يرى أوريد أنه “لدى المثقف الحق في الخطأ، لأنه ليس صاحب قرار يلزم به الآخرين، ما دام يحمل ضميره وعقله في حقل الألغام”.
وأشار الكاتب إلى أن الأمازيغية “الأمازيغية موضوع معقد، ولابد أن نتجاوز خطاب الهوية الآن.
المجتمعات ترتبط بالأساس على القيم”، مؤكدا حسب قوله “حاولت التعبير في رواء مكة عن التمزق الزمني الذي نعيشه، بحيث يوجد بيننا من يعيش القرن الـ21 ومن يعيش في القرون الوسطى“.