الغارديان البريطانية: قبول المغرب المساعدات أو رفضها شأن سيادي والانتقادات التي وجهت له تفوح منها رائحة المنقذ الأبيض
الدار/ متابعات
في خضم المواقف الاستعلائية للرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الذي حاول الضغط على المغرب عبر توظيف موضوع المساعدات لـ“زلزال الحوز”، لأهداف سياسية محضة، خرجت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الواسعة الانتشار، اليوم الجمعة، بمقال انتصرت فيه ضمنيا للمغرب، ولمقاربته في التعاطي مع عروض المساعدات الدولية، التي انهالت عليه في أعقاب زلزال الحوز.
وأكدت الصحيفة البريطانية بقلم أحد كبار مراسليها الدوليين، بيتر بومونت، أن المغرب يتعامل مع الزلزال بمنهجيته الخاصة، وأن الانتقادات التي وجهت للمملكة بخصوص عدم استقبال مساعدات دولية، تفوح منها عقدة “المنقذ الأبيض”، وهي الفكرة السائدة التي تعني بأن الدول الغربية وحدها قادرة على تقديم المساعدة في زمن الكوارث والحاجة”.
وأوضح المصدر الإعلامي عينه، أن ” الرواية الدولية السائدة حول عدم استجابة المغرب للمساعدات كانت “رثة” إلى حد ما، حيث حاول المسؤولون الغربيون، القاء اللوم على الرباط لعدم استجابتها بشكل سريع للمساعدات الدولية من الخارج، رغم أن ” الواقع مختلف إلى حد ما عن هذه الرواية السائدة”، تردف الصحيفة البريطانية.
وأبرزت “الغارديان” أن ” استجابة الحكومة المغربية لكارثة زلزال إقليم الحوز، كانت “فعالة بشكل معقول”، مؤكدة أن ” السلطات المغربية نجحت في غضون حوالي 48 ساعة، من إعادة فتح أحد الطرق الرئيسية المؤدية الى قلب منطقة الزلزال، كما تمكنت من فتح ممر للمساعدات للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً”.
و تابعت الصحيفة البريطانية على لسان مراسلها، بيتر بومونت، الذي قام بتغطية زلزال الحوز، أن ” طائرات الهليكوبتر العسكرية لم تكف عن التحليق فوق جبال إقليم الحوز، لعدة أيام، في حين أبان المغاربة عن تعبئة منظمة وهائلة لمساعدة منكوبي الزلزال”.
وأشارت ذات الصحيفة الى أن ” أحد المبادئ الأولى لقبول المساعدة الإنسانية يكمن في فكرة سيادة الدول في اتخاذ قراراتها، مضيفة أن ” المغرب مثل أي بلد آخر يعاني من مشاكل، لكنه دولة حديثة يشهد دينامية، وليس بلدا هشا، ولا فاشلا مثل ليبيا، التي تعرضت لإعصار “دانيال” المدمر.
و شددت صحيفة “الغارديان” على أن ” المغاربة في أفضل وضع لقبول المساعدات الأجنبية، أو رفضها، بحسب الحاجة اليها”، مبرزة أن ” المبدأ الثاني الذي تقوم عليه مسطرة تقديم المساعدات للدول خلال الكوارث الطبيعية، يتمثل في أن الجهات التي تقدم المساعدات ينبغي أن تتأكد من أن جهودها تساهم في جهود الإغاثة، ولا تتصرف كموارد قيمة”.
وفي هذا الاطار، قال مراسل “الغارديان”، بيتر بومونت : ” بعد أن قمت بتغطية آثار إعصار كاترينا في الولايات المتحدة، أستطيع أن أقول إن فكرة أن بعض البلدان – بسبب ثروتها أو سياساتها أو مزاياها التكنولوجية – تبدو أفضل بشكل فطري في الاستجابة للطوارئ، فكرة تبدو سخيفة وسخرية، بالنظر إلى الانتقادات التي وجهت على نطاق واسع، الى واشنطن بسبب استجابتها لكارثة إعصار كاترينا”.
و أردف بيتر بومونت :” مع فتح طرق المساعدات بسرعة، فإن السؤال الملح هو كيفية مساعدة المغرب على المدى الطويل على إعادة بناء القرى المدمرة التي فقدت كل شيء: المنازل والأسر والماشية وسبل العيش التي تهدد التماسك الاجتماعي لهذه القرى الجبلية الفريدة، سيتطلب ذلك التزاما جديا من شركاء المغرب الدوليين”.