يشكل اختيار المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، الذي أعلن عنه اليوم الأربعاء بالقاهرة، خطوة جديدة ضمن الورش الملكي الهيكلي الرامي إلى جعل المملكة قبلة لاحتضان كبريات التظاهرات، وتكريس التوهج رياضيا بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، باعتبارها رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب.
ويأتي هذا الاختيار بعد أشهر قليلة من إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 ، وذلك بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 التي منحتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لجلالته يوم 4 مارس 2022 بالعاصمة الرواندية كيغالي.
وتكتسي هذه المبادرة بعدا استراتيجيا، حيث أكد جلالة الملك أن هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، سيشكل همزة وصل بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، والقارة الإفريقية والعالم العربي والمنطقة الأورومتوسطية.
ويعكس اختيار المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، على وجه الخصوص، السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة في مجال البنيات التحتية الرياضية والطرقية والفندقية، وهي الميزة التي كانت وراء نجاح العديد من المسابقات التي نظمتها المملكة.
وفي هذا الصدد، يتوفر المغرب على ببنية تحتية رياضية وفندقية متميزة تستجيب للمعايير الدولية، والتي تنضاف إليها الاستثمارات الضخمة التي تم تحقيقها، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجالات النقل والاتصالات والخدمات.
كما يجب عدم إغفال الجانب الأمني، الذي يعد أساسيا ويشكل أيضا جزء من نجاح المغرب، بالإضافة إلى الخبرة التي راكمها في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
وهناك عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار لتفسير هذه الثقة التي وضعتها إفريقيا في المغرب، من خلال الهيئات المشرفة على كرة القدم ، سواء الوطنية أو القارية، وهي المكانة التي باتت تتمتع بها المملكة بعد الإنجاز غير المسبوق للمنتخب المغربي في مونديال قطر، مع حصوله على مركز رابع تاريخي وضع كرة القدم الإفريقية في الواجهة على الساحة الدولية، وأيضا الأداء الرائع الذي قدمته لبؤات الأطلس في نهائيات كأس العالم للسيدات الأخيرة في أستراليا ونيوزيلندا.
علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الإنجازات هي ثمرة الجهود الهائلة التي بذلت منذ سنوات، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بغية تعزيز البنيات التحتية الرياضية، من خلال المراهنة على تدبير حديث للمجال الرياضي في إطار الاستراتيجية الرامية إلى تطوير كافة المجالات.
وفي إطار هذا الورش الطموح، تعد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم مبادرة ملكية تفرض نفسها كنموذج للتكوين الرياضي وإبراز المواهب.
ومنذ أزيد من 10 سنوات،سهر صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاق وتمويل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ، التي بدأت منذ ذلك الحين في إعطاء أكلها ، من خلال حضور أربعة من خريجيها في تشكيلة المنتخب المغربي الأول ، الذي بلغ نصف نهاية مونديال 2022، بالإضافة إلى سبعة لاعبين في صفوف المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الذين تأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، وثلاثة آخرين يمارسون ضمن المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة ، بطل إفريقيا للفئة ذاتها.
المصدر الدار / – و م ع