“غرين كابيتال” البولندية تضع اللمسات الأخيرة على مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة الداخلة
الدار-خاص
لازالت مدينة الداخلة، كبرى حواضر الصحراء المغربية، تغري كبريات الشركات العالمية بالاستثمار، بفضل ما تزخر به من مؤهلات و إمكانيات حولتها إلى قطب اقتصادي واعد بالجهة و بالمملكة عموما.
و في هذا الصدد، أعلنت شركة “Green Capital”، الرائدة في مجال الطاقة النظيفة في بولندا، انها ” تطمح إلى تطوير مشروع كبير لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 8 جيغاواط في مدينة الداخلة خلال الخمس سنوات القادمة.
و تضع الشركة المولدة للطاقة، اللمسات الأخيرة على التخطيط المالي لهذا المشروع بعد الانتهاء من تحديد مكان الموقع
و في هذا الإطار، أكد مدير الفرع المغربي، حسام أبو عثمان، أن”إمكانيات الرياح والطاقة الشمسية الهائلة في المغرب، وبيئته التجارية، وقربه من أوروبا أغرت شركة Green Capital”.
و تشير معطيات دراسة علمية أنجزها باحثون مغاربة، إلى أن المملكة لديها القدرة على المنافسة في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة، تصل إلى 2.54 دولاراً للكيلوغرام الواحد، وذلك بمدينة الداخلة.
و أشارت الدراسة الموسومة بعنوان “تقييم إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب باستخدام مصادر متجددة مختلطة” في “المجلة الدولية لطاقة الهيدروجين” (International Journal of Hydrogen Energy) من طرف فريق من الباحثين المغاربة، إلى أن مدينة الداخلة هي أفضل مكان للإنتاج من حيث التكلفة.
و أضافت الدراسة أن التكلفة الممكنة في مدينة الداخلة هي الأقل مقارنة بالدراسات السابقة، كما أكدت على أهمية استخدام خزانات الهيدروجين لتخزين الطاقة، فضلا عن إمكانية عدم احتساب تكلفة تحلية مياه البحر لأنها تمثل فقط ما بين 0.12 و0.35 في المائة من صافي التكاليف.
و مر المغرب إلى السرعة القصوى في تنزيل المشروع الملكي في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث ترأس عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، يوم 5 شتنبر الماضي، بالرباط، الاجتماع الأول المتعلق بالشروع في تفعيل “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر.
هذا، و تراهن الحكومة سنة 2024 على الشروع في تنزيل رؤية الملك بشأن مشروع “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر، قصد تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين في هذا المجال الواعد، وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية الواردة في الخطاب الأخير، بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش.
و في شهر نونبر 2022، أعطى جلالة الملك محمد السادس، تعليماته من أجل بلورة “عرض المغرب” بشكل عملي وتحفيزي، يشمل مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بالمملكة؛ على أن يشمل أيضا إلى جانب الإطار التنظيمي والمؤسساتي مخططا للبنيات التحتية الضرورية.
و كشفت تقديرات سابقة لمجلس الطاقة العالمي، أن المغرب من الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.
و في سنة 2021، اعتمد المغرب استراتيجية للهيدروجين الأخضر بهدف إنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.