تم، اليوم السبت بالرباط، تقديم الكتاب الجماعي “مدونة الأسرة بين الآنية ومتطلبات الإصلاح”، وذلك خلال ندوة علمية نظمها مركز سوس ماسة للدراسات القانونية والقضائية المعاصرة.
ويأتي تقديم هذا الكتاب الجماعي كثمرة لأشغال ندوة علمية نظمها مركز سوس ماسة بأكادير يومي 4 و5 نونبر 2022، ساهم في إغنائها مجموعة من الفاعلين في الحقل القانوني والحقوقي والديني والأكاديمي.
وأبرز المشاركون، خلال ندوة تقديم الكتاب، أنه بعد عشرين سنة على صدور مدونة الأسرة، أبان تطبيق بعض مقتضياتها عن وجود اختلالات قضت بضرورة التفكير الجماعي الوطني من جديد من أجل تعديل ينتصر للأسرة ولقيم المجتمع المغربي.
وفي هذا الصدد، قال محمد الإدريسي العلمي المشيشي، وزير العدل الأسبق، والأستاذ الفخري بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن التطبيق والممارسة في ضوء تطور الحياة وعادات المجتمع واتجاهات الفكر، فرز ضرورة مراجعة وتعديل بعض مقتضيات المدونة طبقا لما جاء في خطاب جلالة الملك بتاريخ 30 يوليوز 2022.
بدوره، أوضح الدكتور سفيان الدريوش، الرئيس الأسبق للمحكمة الابتدائية بوجدة، أنه بالرغم من التوزان الذي حققته مدونة الأسرة على مستوى حقوق كل مكونات الأسرة والذي كان “منعطفا تاريخيا”، إلا أن “التطبيق والتنزيل العملي لبعض مقتضياتها على مدار ما يقارب العقدين من الزمن أظهر أن ما حملته بعض أحكامها لم يعد يتلاءم مع وتيرة التطور المجتمعي”.
من جهتها، أوضحت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السابقة، أن النقاش حول تعديل مدونة الأسرة يجب أن يتميز بروح الانفتاح والاعتدال من أجل إصلاح المقتضيات التي تسبب تطبيقها في مجموعة من الاختلالات، مشيرة إلى أن من أبرز المحاور ذات الصلة بالمراجعة احترام الدستور وإنصاف النساء وتمكينهن من التمتع بالحقوق التي يضمنها الدستور.
وحضر أشغال هذه الندوة مجموعة من الدكاترة والأساتذة المساهمون في هذا المؤلف الجماعي كمصطفى بنحمزة، وإدريس الفاخوري، ومليكة بن الراضي، وآمنة بوعياش، وإبراهيم بحماني، وأحمد اد الفقيه، وسمير آيت ارجدال، وبنسالم اوديجا، ومحمد أمين بنعبد الله، وعبد اللطيف أوعمو.
وكان أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد وجه رسالة سامية إلى رئيس الحكومة، تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة، وذلك تفعيلا للقرار السامي الذي أعلن عنه جلالته في خطاب العرش لسنة 2022، وتجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها للنهوض بقضايا المرأة وللأسرة بشكل عام.
المصدر: الدار– وم ع