فن وثقافة

أنامل مبدعين فرنسيين تزين جدران أصيلة بلوحات تجسد الهوية المغربية

إذا كان رسم الجداريات ضمن الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، المدينة ذات الصيت العالمي، قد أصبح تقليدا سنويا، فإن تفرد كل دورة وكل لوحة جدارية جعل من المدينة ذات نفس متجدد، دون أن تتخل عن روحها كمدينة حاضنة للفن وبؤرة للثقافة وحسن الضيافة.

قبيل انطلاق الدورة الواحدة والأربعين للموسم الثقافي، المرتقبة اليوم الجمعة والمتواصلة إلى غاية 12 يوليوز، انكب 15 فنانا تشكيليا من الغرب ومن فرنسا، كل تبعا لأسلوبه وتقنياته ومدرسته، على تجميل الأسوار البيضاء لهذه المدينة الوديعة على ضفاف الأطلسي.

وبزقاق سيدي الطيب، تداعب الرسامة الفرنسية المتخصصة في التقنيات التقليدية، ساندرين لورينزو، أحد الأسوار بإسفنجة لتترك عليها أشكال هائمة، قبل أن تتضح اللوحة النهائية لتكشف عن وجه امرأة أمازيغية. وقالت الفنانة أن اللوحة "تكريم للثقافة المغربية".

وأعربت هذه الفنانة المنحدرة من جنوب شرق فرنسا والمتخصصة في الاشتغال على التراث المتوسطي خاصة في مجال ترميم اللوحات الجدارية، عن "سعادتها للاشتغال لأول مرة على تراث المغرب، الثقافة التي أعتز بها وأعتزم التعرف عنها عن قرب بعد الموسم".

في بعض الأزقة في قلب المدينة العتيقة لأصيلة، قبالة مسجد ابن عباد، يواصل فرنسي آخر، ستيفان أونير، المعروف بالاسم الفني كوسموس، العمل على بعض الأشكال الهندسية التي يصوغها خياله بالاعتماد على التجريد والكتابة.

وأبرز هذا الفنان الشاب، المتأثر بالمدرسة الأمريكية خاصة بجاكسون بولوك، أنه "جاء للفن من باب الكتابة على الجدران (غرافيتي)، حيث يرسم ويكتب قبل دمج كافة العناصر في لوحة تجريدية بديعة".

وتتكون الجدارية التي يشتغل عليها تكرارا لا متناهيا لكلمة "كوسموس"، معتبرا أن الامر يشبه إلى حد ما الهوس بهذه الكلمة في محاولة لنشر الطاقة الايجابية.

ويعتبر كوسموس، الذي لم يخف فرحه بالمشاركة في تظاهرة للجداريات بالمغرب، من بين أهم الفنانين الفرنسيين المتخصصين في فنون الشارع التي ما فتئت تجتذب مزيدا من الفانين والجمهور. وانطلقت مسيرته المهنية عام 1987 كرسام جداريات (غرافيتي) في الميترو قبل الانتقال إلى عالم الفن الرحب.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى