أخبار الدارسلايدر

هل يصنف المنتظم الدولي “البوليساريو” منظمة إرهابية بعد أحداث السمارة ؟

الدار- خاص

من جديد عاد موضوع ضرورة تصنيف جبهة البوليساريو الإنفصالية، منظمة إرهابية إلى واجهة النقاش من جديد؛ خاصة بعد إعلان “الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان”، عن توجيه مراسلة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإدانة ما وصفته بـ”الهجمات الإرهابية”، في إشارة إلى الانفجار الذي وقع في مدينة السمارة، وأودى بحياة شخص، وإصابة 3 آخرين، يوم السبت الماضي، ومطالبته بوضع حد لاستفزازات الجزائر والبوليساريو.

في واقع الأمر، كان تبني الكيان الوهمي، لهجمات مدينة السمارة، رغم عدم وجود بلاغ رسمي من المغرب في انتظار استكمال التحقيقات الجارية، (كان) كافيا ليلهب هاشتاغ “البوليساريو منظمة إرهابية”، موقعي التواصل الاجتماعي “إكس” و”فيسبوك”، و وتم إرفاق هذا الهاشتاغ، بمنشورات لنشطاء مغاربة يتهمون فيها تنظيم البوليساريو المسلح والمدعوم من النظام العس الجزائري بـ”تبني الهجوم” على مدينة السمارة المغربية.

ما يقوي مطلب ضرورة إدراج عصابات جبهة البوليساريو ضمن قوائم “الإرهاب الدولي”، هو حديث عمر هلال، ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عن احتمال تورط الجبهة الانفصالية في أحداث السمارة، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تحيل على مسؤوليتها في هذا الصدد؛ خاصةو أنها قامت بنشر بلاغ عسكري أشارت من خلاله إلى استهداف ما يسمى “الجيش الصحراوي” قطاع السمارة.

و تجر جبهة البوليساريو الإنفصالية، خلفها سجلا حافلا بالجرائم الإرهابية المجرمة بمقتضى القانون الدولي الإنساني، الذي يمنع الاستهداف غير المشروع للمدنيين أثناء النزاعات المسلحة بموجب القوانين والمواثيق الدولية، على غرار الاتفاقيات الرابعة لجنيف، والإضافية الأولى والثانية لعام 1977، وبروتوكولات جنيف الإضافية، والعديد من القوانين والمعاهدات الأخرى ذات الصلة.

لفهم الحاحية تصنيف “البوليساريو” تنظيما إرهابيا، يكفي الرجوع إلى تقرير أوروبي سابق، الذي أشار إلى تورط عصابات تندوف في أعمال إرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يؤكد تواطؤ الانفصاليين مع المجموعات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة، كما ينبغي في هذا الإطار الإشارة إلى أن عناصر من ” البوليساريو”، ضمنهم أبو الوليد الصحراوي، انضموا إلى صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
علاوة على ذلك، تواصل ميليشيات الجبهة الانفصالية إلى اليوم، انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم إقراره في 6 شتنبر 1991؛ حيث وضعت جميع عناصرها المسلحة في حالة حرب، إضافة إلى تعريض المدنيين للخطر من خلال دفعهم إلى الاعتصام وإغلاق معبر الكركرات وشل الحركة التجارية بالقوة، قبل أن يتدخل الجيش المغربي ببسالة لإعادة الإنسيابية إلى هذا المعبر الحدودي الحيوي.

وشكلت الجرائم الإرهابية، التي دأبت جبهة “البوليساريو” على ارتكابها، مادة دسمة لكبريات وسائل الاعلام و التقارير الدولية، اذ أكد تقرير مفصل أعدته “إذاعة بافاريا” الألمانية، يوليوز المنصرم، أن الجماعات الإرهابية، على غرار الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، تجد موطئ قدم لها في مخيمات تندوف”.

ومن المعطيات التي كشف عنها هذا التقرير، أن أحد أفراد “البوليساريو”، الذي كان مقربا من “عدنان أبو الوليد الصحراوي”، عضو الجبهة هو الآخر، الذي قُتل في العام 2021 إثر ضربة جوية فرنسية استهدفته على الحدود المالية مع النيجر، كان قد “كشف للسلطات الإسبانية، إثر اعتقاله، عن شبكة تضم أفرادا من الجبهة الانفصالية لعبوا أدورا مهمة في أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل والصحراء”.

من جانبها، سبق للإذاعة الألمانية “BR24″، أن خصصت، يوليوز المنصرم، مقالا مفصلا حول وجود جماعات إرهابية في إفريقيا، ومناهج الدعاية التي تعتمدها عبر الأنترنيت والتجنيد في مناطق عدم الاستقرار، وخصوصا في مخيمات “البوليساريو” بتندوف جنوب غرب الجزائر.

وأبرزت في مقال بعنوان “الجماعات الإرهابية في إفريقيا.. تربة حاضنة للهجمات في أوروبا”، أن الجماعات الإرهابية، مثل الدولة الإسلامية والقاعدة، تتمتع بـ”حياة سهلة” في مخيمات تندوف.

زر الذهاب إلى الأعلى