خطاب حسن نصر الله….محاولة لإخراج ايران من دائرة الحرب و العقوبات الأمريكية- الإسرائيلية
الدار- تحليل
“حماسي” و”دعائي”، أقل ما يمكن أن يوصف به خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، و الذي كان من أبرز مضامينه ورسائله نفي مسؤولية إيران عن “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وما استتبعه ذلك من حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة المحاصر.
و مما جاء في خطاب حسن نصر الله أن ” إيران تدعم حركات المقاومة بكل السبل، لكن لا تتدخل في قرارها، وأن المواجهات مع إسرائيل كانت لأسباب فلسطينية خالصة، مثل الحصار، وانتهاك المقدسات الإسلامية، وقتل واعتقال الفلسطينيين، ولم يكن لها أية علاقة بأي ملف إقليمي أو دولي”.
ويرى مراقبون أن ما ذكره الأمين العام لحزب الله، محاولة لإخراج إيران من معادلة الحرب، بعدما تحدثت تقارير غربية وإسرائيلية عن مشاركة إيرانية في عملية حماس، مؤكدين أن كلمة حسن نصر الله أخرجت إيران من مساعي إسرائيل وأميركا لفرض عقوبات عليها.
وفي الخطاب بدا حسن نصر الله، حريصا على توجه رسالة دعم معنوي قوية للفصائل الفلسطينية وفروع حزب الله في اليمن والعراق، غير أنه لم يقرر بعد التصعيد لأعلى مستوياته في الاشتباك العسكري مع الجيش الإسرائيل، حيث يعتبر مراقبون أن الاشتباكات بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي الحالية لا ترقى إلى مرتبة الحرب.
وحاول الغرب، إلصاق عملية “طوفان الأقصى” بإيران، بما يتبعه ذلك من تحركات دولية وعقوبات ضدها، كما أن التصريحات حول دور “المقاومة” في عدة دول منها سوريا والعراق ولبنان، بمنزلة تهديد مباشر لإمكانية التصعيد أكثر وأكثر ضد إسرائيل، بما يحول الأوضاع لـ”حرب إقليمية”، وهو خيار وارد في الوقت الرهن، بحسب متتبعين.
من جهة أخرى، لم يستبعد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، تدحرج الوضع على الحدود لحرب شاملة، ليلجم توقعات بتوسيع جبهة الحرب، حيث استعرض أرقاما وقدم حججا بشأن أهمية مستوى التصعيد الحالي على الحدود مع إسرائيل، مؤكدا أن تسخين الجبهة اللبنانية أجبرت إسرائيل على استبقاء قوات في الشمال ولم تدفع بها على الحدود مع غزة.
من خلال خطاب حسن نصر الله، بدا أن الأمين العام لحزب الله ترك باب الحرب الشاملة مع إسرائيل مرهون بتطورات سير المعارك في غزة، حيث تشن إسرائيل الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي ردا على هجوم لحماس.
تجدر الإشارة الى أن خطاب حسن نصر الله، اليوم الجمعة، هو الظهور الإعلامي الأول من نوعه للأمين العام لحزب الله اللبناني، منذ أن شنت حماس هجومها المفاجئ على إسرائيل في السابع من أكتوبر، حيث لوحظ غياب نصرالله عن المشهد طيلة الفترة الماضية.