مجلس السلم والأمن: المغرب يؤكد على أهمية تبني الحوار سبيلا لحل الأزمة بالسودان الشقيق
أكد المغرب، اليوم الأربعاء أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، على أهمية تبني الحوار سبيلا لحل الأزمة في السودان الشقيق.
وقال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي في كلمة ألقاها بالنيابة عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء حول الوضع في السودان، إن المملكة المغربية مقتنعة على أنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الصراع الحالي بالسودان.
وشدد السيد عروشي، خلال هذا الاجتماع المنعقد عبر تقنية المناظرة المرئية، على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، والذي من شأنه أن يؤجج الصراع بشكل أكبر ويهدد السلم والأمن الإقليميين.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المملكة تعرب، مرة أخرى، عن بالغ أسفها لتحول الخلافات السياسية بين الإخوة في السودان إلى مواجهات عسكرية، أزهقت خلالها أرواح ودمرت فيها ممتلكات وأرخت بتداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال السيد عروشي، إن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إذ تعبر عن تضامنها الكامل مع السودان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، تظل على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم والممكن لمساعدته على تجاوز الأزمة.
وشدد على أن المملكة المغربية، التي تربطها بجمهورية السودان، علاقات أخوية راسخة، تثق في قدرة وحكمة الشعب السوداني، على اختلاف أطيافه، على التوصل إلى التوافقات الضرورية الكفيلة بتعزيز أسس مسار سياسي، يمكنهم من صون أمن بلدهم واستقراره، ويتجاوب مع احتياجاتهم التنموية.
وأضاف أن المملكة المغربية تجدد بهذا الخصوص الدعوة إلى احتواء الأزمة السودانية في إطارها الوطني (سوداني ـ سوداني) ومنع التدخلات الخارجية. كما تؤكد ثقتها في قدرة الأطراف السودانية على تجاوز هذه المرحلة الصعبة عبر تبني الحوار سبيلا لحل الخلافات.
وأبرز السيد عروشي أن المغرب يؤكد على أن أولى مفاتيح الحل السياسي تكمن في إرساء ثقة متبادلة بين الأطراف السودانية والدخول في حوار بناء للوصول إلى سلام مستدام ينعم فيه الشعب السوداني بالأمن والاستقرار والرخاء.
وأشار إلى أن المملكة المغربية تجدد التأكيد على تقديرها وإشادتها بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لرعاية وتسهيل جولات مباحثات جدة وحرصها على إنجاحها بهدف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مبرزا أن المغرب يثمن على الخصوص ما نتج عن محادثات جدة 2، بحضور منظمة إيكاد، كممثل أيضا للاتحاد الافريقي، من التزامات من أجل تسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة بين أطراف النزاع.
وأضاف أن المملكة المغربية تعرب أيضا عن دعمها لجميع المبادرات الأخرى لمعالجة مسببات الأزمة الراهنة حقنا لدماء الشعب السوداني الشقيق، وحفاظا على وحدة وتماسك الدولة ومؤسساتها، وللحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة على أمن واستقرار المنطقة.
وشدد الدبلوماسي المغربي على أن المملكة ترحب بالإشارات المشجعة إثر استئناف طرفي النزاع للمحادثات بجدة، وتعرب عن أملها في التوصل إلى اتفاق مستدام لإنهاء الأعمال العدائية بما يمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب، وعلى رأسها إعادة الإعمار والاستجابة الفاعلة للوضع الإنساني الصعب.
وبالنظر للوضع المضطرب والخطير للغاية بالسودان، جدد الوفد المغربي التأكيد على تضامن المجلس مع السودان الشقيق من أجل تجاوز أزمته الداخلية، مؤكدا دعمه الثابت لأمنه واستقراره ووحدته الترابية.