فن وثقافة

إليسا على منصة النهضة.. صوت عذب و سيل جارف من الأحاسيس

سيل جارف من الأحاسيس، لم يكن لأحد من الحضور الذين ملؤوا جنبات منصة النهضة، أمس الثلاثاء،في خامس أيام مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" أن يبقى ساكنا أمامه، حيث تغنت ملكة الإحساس إليسا بالحب والعشق والهيام بصوتها العذب وإحساسها المرهف في حفل رومانسي ولا في الأحلام.

وكما عودت جمهورها الكبير في المغرب كما في باقي الدول العربية، أطلت الفنانة اللبنانية على جمهور موازين بإطلالة تحبس الأنفاس، فستان أبيض أنيق وشعر طويل منسدل، تليق بإطلالات الملكات.

واستهلت إليسا الحفل بأغنية "وحشتوني" التي رددتها النجمة اللبنانية في تعبير صادق عن مشاعرها لجمهورها لتنهال التصفيقات والهتافات من الحشود الكبيرة التي جاءت للقاء مغنيتهم المفضلة، وفي تناغم وانسجام قل نظيره، دخلت إليسا في حوار غنائي شيق مع جمهورها، حيث رافقها الغناء بصوت واحد وإحساس متجانس في معظم أغانيها التي يحفظونها عن ظهر قلب، وكأن الأمر يتعلق بدويتو غنائي بين الفنانة اللبنانية والآلاف من محبيها الأوفياء.

ولم يعرف الحفل ولا لحظة سكون، حيث توالت الأغاني وتوالت معها الهتافات والتصفيقات، كيف لا والفنانة تلتقي بجمهورها المغربي بعد طول غياب، لتتوقف غير ما مرة وتعبر عن سعادتها للمشاركة في هذا المهرجان والوقوف أمام "هذا الجمهور الرائع".

وغنت إليسا باقة من أجمل أغانيها على رأسها "إكرهني"، "نفسي أقول له"، "الفرحة دي"، "عيشالك"، "عكس اللي شيفينها"، وغيرها، أغان تأخذك لأماكن بعيدة مليئة بالأحاسيس الجميلة تارة وأحاسيس الصراعات مع الذات وخيبات الأمل تارة أخرى، فقد كانت السهرة احتفالا بالحب، والكره، باللقاء والفراق، بالقوة والضعف.. هي احتفاء بالحياة في كل تجلياتها، بحلوها ومرها.

وهكذا، استطاعت الفنانة اللبنانية إليسا المتربعة على قلوب الملايين من محبيها، أن تغني على طريقتها الخاصة، التي تزاوج بين صوت مفعم بالإحساس وأداء متقن وموسيقى أقل ما يقال عنها أنها تلامس الوجدان، فترى الكلمات تنساب منها متدفقة بقوة وعنفوان وكأنها نهر جارف من الأحاسيس والمشاعر، تخترق الحواس وتتربع على القلوب بدون استئذان. 

وقبل اعتلاء إليسا المسرح، كان جمهور منصة النهضة على موعد مع واحد من أبرز نجوم الأغنية المغربية الشبابية، المغني المغربي المتعدد المواهب حميد الحضري.

وقدم المغني الشاب طبقا موسيقيا غنيا ومتنوعا، يجمع بين الإيقاعات المغربية واللاتينية، في تلاحم فني رائع يعبر عن مدى غنى الريبرتوار الفني لهذا الموسيقي الشاب.

وعلى إيقاعات أشهر الأغاني، التي توزعت بين إصداراته الخاصة، كأغنية "بنت بلادي"، "بغيني نبغيك"، وأغنية "بلادي"، التي أداها المغني الشاب حاملا العلم الوطني، وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، بالإضافة إلى أغاني من ريبرتوار الأغنية الشعبية المغربية، ألهب ابن مدينة شفشاون الأجواء في ليلة ساحرة، خاصة مع تقديمه لكشكول مغاربي ضم أغاني من المغرب والجزائر وتونس.

وبالإضافة إلى تنوع الإيقاعات التي قدمها، والتي توزعت بين الأغنية المغربية الشبابية، والأغنية الشعبية، وإيقاعات كناوة، والفلامنكو والصلصة، أدى حميد الحضري، مجموعة من أغانيه بلغات مختلفة شملت العربية، والإسبانية، والفرنسية، والإنجليزية، في تنوع وغنى ثقافي فني قل نظيره.

وحميد الحضري فنان مغربي، متعدد المواهب تتوزع طاقاته بين التلحين والغناء وكتابة الكلمات والعزف على آلات موسيقية مختلفة. واكتشف الجمهور المغربي الحضري عندما مثل المغرب في برنامج ستار أكاديمي المغرب العربي في 2007 على قناة "نسمة تي في" التونسية، ثم عن طريق مجموعة "آلما" التي كان أحد مؤسسيها، وتمكن من خلالها أن يعطي نظرة جديدة عن التراث المغربي بصفة خاصة والتراث المغاربي بصفة عامة.

ولاتزال الأجواء الاحتفالية الحماسية متواصلة، حيث لا يزال الجمهور المغربي على موعد خلال الأيام الأربع المتبقية من عمر الدورة الثامنة عشر من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، مع حفلات متنوعة تعد بالكثير من الحماسة والتشويق، مع فنانين من أهم الأسماء على الساحة الفنية المغربية، والعربية، والعالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى