مفاجأة علمية.. علماء ينجحون في صناعة “ثلج دافئ”
قام فريق بحثي من "معهد الأبحاث الكوري للمعايير والعلوم"، بصناعة نوع مختلف من الثلج في درجة حرارة الغرفة.
ونشرت دورية "بي إن أي إس" (PNAS) نتائج التجربة التي تقول إن الفريق تمكن فيها من تطوير آلية يمكن لها خلق ضغط أكبر من الضغط الجوي بحوالي خمسة ملايين ضعف، من أجل التحكم في تطور هندسة بلورات الثلج أثناء تجمده.
بلورات عشوائية
ويمكن للثلج في الحالة الطبيعية أن يتحول إلى أكثر من عشرة آلاف شكل بلوري مختلف، ويحدث ذلك بسبب تنوع آليات التحول من الصورة السائلة للصورة الصلبة، ويعتمد على معايير عدة غير واضحة تتعلق بانتقال الحرارة والمادة داخل الجليد، وكذلك بالظروف الخارجية واضطرابها.
لكن بحسب الدراسة الجديدة، يمكن بسهولة التحكم في ذلك وضبط منظومة الجليد البلورية بحيث تنمو شيئا فشيئا في صورة منتظمة وثابتة.
وفي التجارب الخاصة به، تمكن الفريق الكوري من تحويل الشكل البلوري للجليد من مجسم ثماني ينتشر في ثلاثة أبعاد إلى جليد على شكل جناح يمتد في بعدين فقط، من خلال التحكم الديناميكي لأثر الضغط على الجليد لحظة بلحظة.
جليد تحت الطلب
ولهذه التقنية الجديدة -بحسب الدراسة- استخدامات واسعة. على سبيل المثال، في أثناء تجمد اللحوم فإن الجليد يتشكل في صورة بلورات سداسية ذات رؤوس إبرية مدببة، تتسبب في تلف أنسجة اللحم، وهو ما يغير طعمه بعد خروجه من الثلاجة، على عكس اللحوم الطازجة.
وبحسب الدراسة، يمكن لتجميد اللحوم تحت ضغط أن يطور نوعا من الثلج ذي رؤوس غير مدببة، مما يحفظ اللحوم بشكل أفضل بحيث تخرج من التجميد طازجة.
ويمكن تطبيق هذه الفكرة على كل أنواع الطعام المجمد بحيث يحتفظ بطعمه الطازج بعد التجميد، وقد يفيد ذلك على مستوى أكبر أثناء شحن المواد الغذائية من بلد إلى آخر.
ويأمل الباحثون في أن تفيد تلك الدراسة الجديدة في تطوير أدوات يمكن أن تساعد مستقبلا في نشاطات أكثر تنوعا، كحفظ الأعضاء البشرية والأمصال وعينات الدم وغيرها من التطبيقات الواسعة الممكنة للجليد الذي تتشكل بلوراته تحت الطلب.