مراكش.. الجالية السنغالية تقضي أجواء رمضانية تسودها قيم التقاسم والألفة
عند اقتراب موعد الإفطار، يقبل شباب سنغاليون على محل أحد أفراد الجالية، يحيى أيدارا، الكائن بحي السعادة بمراكش، لأخذ أشهى المأكولات وألذ الأطباق لتناول وجبة الإفطار، فيما يعمل أصحاب المحل بجهد جهيد للاستجابة لطلبات زبنائهم الذين يبحثون عن الجودة ومذاقات تشفي غليل الشوق إلى الوطن.
ويجد هؤلاء الصائمون السنغاليون كل ما تشتهي أنفسهم من عصائر محلية تقليدية سنغالية (بوي، بيساب، وما إلى ذلك)، ومشروب “كينكليبا” (نبات يتم شربه مع الماء الساخن أو ممزوجا بالحليب)، أو الفتايا (وصفة الباستيل السنغالية)، أو قهوة توبا، وهي كلها من زاد المائدة السنغالية ويتوفر جلها عند الشاب السنغالي يحيى الذي يعيش بالمغرب منذ سنة 2012.
ويتم تقديم أطباق أيضا مثل “Tiep bou dièn”، وهو حساء شهير يحضر بالأرز والسمك والخضروات، وطبق Yassa (أرز مع الدجاج أو اللحم)، وحساء كانديا (حساء مع البامية وزيت النخيل مصحوبا بالأرز الأبيض). وتعد هذه الأطباق من ألذ ما يشتهيه أفراد الجالية من دول جنوب الصحراء التي تعيش بالمدينة الحمراء، وخصوصا السنغاليين منهم.
وبهذه المناسبة، قال يحيى الذي يدير محله ببراعة رفقة 3 مساعدين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الأطباق المعدة يطلبها أيضا المغاربة، الذين اعتادوا على المطبخ السنغالي، وكذلك الذين يبحثون عن تجربة أكل جديدة”، مبرزا أنه “رغم تشبتنا بالمطبخ السنغالي الأصيل، فإننا منبهرون بفن الطهي المغربي المشهور في جميع أنحاء العالم بتنوعه ومذاقاته الرائعة وأصالة أطباقه”.
وهكذا يرى يحيى، الذي افتتح محله سنة 2019، وهو متزوج وأب لطفلين، أن جاذبية المغرب كأرض استقبال وليس للعبور فقط تفسر بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لفائدة المهاجرين.
وللمشاركة في موجة التضامن التي تقوم بها مختلف الجهات الفاعلة بالمملكة خاصة في هذا الشهر المبارك، يتحرك هؤلاء الشباب السنغاليون بما فيهم الطلبة والموظفين والتجار كل يوم لفائدة حوالي 40 شخصا من جنوب الصحراء المحتاجين، من خلال تناول وجبات الإفطار معهم.
وشدد يحيى أيدارا، على أهمية مثل هذه المبادرات المتسمة بالألفة والتقاسم والمجسدة لقيم الإسلام النبيلة التي تدعو إلى التراحم والإحسان والتلاحم الاجتماعي، مضيفا أن “رمضان هو المناسبة التي يتم فيها تسليط الضوء بشكل أكبر على القيم والمبادئ السمحة للإسلام ومشاركتها بحماس وتفان كبير”.
ومع مرور الساعات ومغيب الشمس، يجذب محل يحيى آخر الزبناء الذين ينظرون بعين فاحصة المحلات، حيث يسعى كل منهم إلى أخذ ما يحتاجه قبل أذان المغرب.
وفي مدينة مراكش، كما باقي مناطق المغرب، تعلى راية التضامن والتقاسم وروح الإيثار والتكافل، بعفوية تبصم احتفال المغاربة والأجانب بهذا الشهر الفضيل في أجواء بهيجة وودية.
المصدر: الدار- وم ع