المعرض الدولي للفلاحة: 4 أسئلة لوزير الفلاحة والصيد البحري الاسباني
يشهد المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، في دورته ال 16 المقرر تنظيمها في الفترة من 22 إلى 28 أبريل بمكناس، مشاركة مميزة لإسبانيا كضيف شرف لهذه الدورة.
وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا المعرض في تعزيز التعاون والعلاقات التجارية بين المقاولات المغربية والإسبانية، وكذا تبادل التجارب والخبرات بين البلدين يما يعزز مواجهة التحديات المشتركة في مختلف المجالات المرتبطة بالفلاحة.
– ما هي خصوصية مشاركة إسبانيا في هذا المعرض كضيف شرف وكيف يمكن لمثل هذا الحدث أن يساهم في تطوير التعاون الثنائي في القطاع الزراعي؟
إنه لشرف عظيم لإسبانيا أن تكون ضيف الشرف لهذه النسخة. وتشارك إسبانيا دائما في هذا المعرض، لكن مشاركة هذا العام تكتسي طابعا خاصا للغاية، من حيث أنها تكرس المستوى المتميز لعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الفلاحة. وهذه الحقيقة أعاد تأكيدها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الأسبوع الماضي أمام البرلمان، مؤكدا على “تميز” علاقات التعاون مع المغرب في كافة المجالات، والتي هي بلا شك في أفضل مستوياتها خلال العقود الأخيرة.
إن مشاركة إسبانيا في المعرض والاجتماعات التي سأعقدها بهذه المناسبة مع نظيري المغربي محمد الصديقي، تندرج بالتحديد في إطار هذه الديناميكية التي تعيشها علاقات التعاون بين البلدين وتصميمهما على تطويرها بشكل أكبر، لا سيما في مجال الصناعات الغذائية.
سيكون المعرض أيضا مناسبة لعقد اجتماعات بين وزراء الفلاحة من الدول الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط لمناقشة موضوعات مثل البحث والتطوير، وتغير المناخ، ودور الابتكار، واستخدام التقنيات الجديدة في القطاع الزراعي، فضلا عن مرونة واستدامة النظم الزراعية.
كما أنه يتيح فرصة للحديث عن المشاكل والتحديات التي نواجهها معا، مثل تغير المناخ، ومكافحة الأمراض الجديدة، الحيوانية والنباتية، والنظر في طرق التعامل معها.
– كيف تقيمون التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الفلاحة؟
يشهد التعاون بين البلدين تطورا مستمرا مع انتعاش كبير للغاية في المبادلات التجارية التي ارتفعت بنسبة 40٪ خلال السنوات الخمس الماضية، مما سمح لإسبانيا بالارتقاء إلى مرتبة الشريك التجاري الأول للمغرب، وهي نتيجة نفخر بها.
أما بالنسبة لتجارة المواد الغذائية، فقد بلغت الصادرات من إسبانيا إلى المغرب 1.155 مليون أورو، وهو رقم تضاعف خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهو ما يعكس بوضوح مستوى التقدم في هذا المجال، لكنه يظل رغم ذلك أقل من تطلعاتنا.
– كيف تقيم الاستثمارات الإسبانية في القطاع الفلاحي بالمغرب؟
إسبانيا حاضرة بقوة في المغرب من حيث الاستثمارات في القطاع الفلاحي، كما يتضح من مشاركة 35 شركة إسبانية في المعرض الدولي للفلاحة 2024.
وقد نمت الصادرات الإسبانية بوتيرة مطردة بفضل نمو القدرة التنافسية للإنتاج الإسباني من ناحية، وبفضل عملية انفتاح البلاد ومكانتها كوجهة للاستثمارات الأجنبية من ناحية أخرى.
وفي عام 2023، شكلت صادرات الصناعات الغذائية والمنتجات البحرية الإسبانية إلى المغرب 1.6% من إجمالي الشحنات الإيبيرية في الخارج، في حين تمثل الصادرات من المغرب إلى إسبانيا 3.9% من الواردات الإسبانية.
وبالمثل، فإن إسبانيا حاضرة بقوة في المغرب من حيث الاستثمارات. فنحن الشريك التجاري الأول للمغرب، ويمكننا النهوض بالتجارة والاستثمارات بجميع أنواعها بين البلدين للاستثمار في مشاريع فلاحية مبتكرة من خلال الاستخدام الأكثر ذكاء للموارد، وخاصة المياه.
– ما هي سبل مواجهة التحديات المشتركة في تعزيز الزراعة المرنة والصديقة للبيئة؟
هذا هو بالضبط التحدي الكبير الذي يواجهنا. أظهرت دراسة حديثة كيف أن بلدان جنوب أوروبا وتلك الواقعة على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، مثل المغرب، هي الأكثر تأثرا بتغير المناخ. وتظهر لنا الدراسات الهندسية تداعيات هذه الظاهرة الطبيعية إذا لم نتحرك بشكل عاجل. أعتقد أنه على هذا المستوى نحن مدعوون للتفكير في الظروف التي تتيح النهوض بالانتاج الزراعي على المستوى الكمي والكيفي.
لقد قدمنا أجوبة على مستوى الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الزراعية، وخاصة فيما يتعلق باستخدام مياه الري والتقنيات الوراثية الجديدة وحتى الإنتاج الحيواني. والأمر يتعلق أيضا بوضع برامج مشتركة ومبادرات ملموسة.
المصدر: الدار- وم ع