أخبار دولية

بعد خروجه من المستشفى.. هذه رسائل التونسيين لرئيسهم

بعد أيام من الشك والقلق على صحة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي أصيب بوعكة حادة الخميس الماضي، أعاد نشر رئاسة الجمهورية التونسية خبر تعافيه وخروجه من المستشفى نوعا من الطمأنينة في قلوب التونسيين.

ولم يكن تعرض السبسي لوعكة صحية أمرا عاديا هذه المرة، خاصة أن البيان الرسمي الذي نشر عن حالته أكد أنه تعرض لوعكة صحية حادة مما استوجب نقله إلى المستشفى العسكري، وتزامن ذلك مع تفجيريين انتحاريين هزا العاصمة تونس، وهو ما فتح باب الشائعات والتأويلات على مصراعيه.

وفور صدور البيان، انتشرت شائعة وفاة الرئيس انشار النيران في الهشيم، إلا أن نفي مصادر رسمية لذلك أعاد الأمل بأن الرئيس لا يزال حيّا، لتتوالى بعد ذلك البيانات والتصريحات المقتضبة من المقربين منه التي تؤكد تحسن صحته، وكذلك اتصاله بوزير الدفاع في اليوم التالي.

شائعة ومطالب
إلا أن حالة عدم اليقين تواصلت في ظل عدم نشر أي صورة للرئيس. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر بيان تحت وسم #من_حقنا_نعرفو، للمطالبة بالكشف عن الوضع الصحي للسبسي و"مدى انعكاس ذلك على منصبه وممارسته لصلاحياته، بصفة دورية، من مصادر لا يشوبها تضارب للمصالح، وأن يستند هذا الإعلام لوثائق طبية يتم عرض محتواها على العموم، بما يحفظ كرامة رئيس الجمهورية والسر الطبي، وحقنا كمواطنين ومواطنات في المعلومة".

وذكر البيان أن هذه الخطوة تأتي اعتراضا على ما تعرض له الشعب من تعتيم وتكتّم بعد الإعلام بالوعكة الصحية الحادة التي تعرض لها رئيس الجمهورية، والذي تجلّى في غياب المعلومة الموثوقة والمتواترة من مصدرها، مما نتج عنه تداول بعض الأطراف الداخلية والخارجية لخبر وفاة الرئيس، وهو ما أربك مؤسسات الدولة، خاصة في ظل عدم وجود المحكمة الدستورية.

بيان وطمأنة
وعقب ساعات قليلة من انتشار البيان، نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على فيسبوك خبرا مرفقا بصور قالت فيه: "تعلم رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي غادر المستشفى العسكري بتونس نحو مقر إقامته بقرطاج عشية الاثنين 1 يوليوز 2019 بعد تلقّيه العلاج اللازم وتعافيه".

وأضافت أن رئيس الدولة يتقدّم بخالص تقديره وامتنانه للفريق الطبي بالمستشفى العسكري، وشكره لكل من سأل للاطمئنان على صحته.

وبسرعة انتشار بيان التوعك الصحي الحاد، انتشر خبر التعافي على مواقع التواصل، حيث أعاد الآلاف نشر صور الرئيس محاطا بالفريق الطبي، مُرفقة بتمنيات الشفاء وبرسائل لم تخل من نكهة السياسة.

واشترك التونسيون في إظهار حبهم للرئيس وحرصهم على شفائه، وبيّن كثيرون أنه على الرغم من الاختلاف معه سياسيا فإنه يبقى الرئيس الشرعي وممثلا للديمقراطية والدولة.

وفي هذا السياق، يقول أحد المغردين: أختلف معه لكن يبقى الرئيس العربي الوحيد الذي يتلقى العلاج في بلده، يتلقى العلاج في المستشفى العسكري وبأياد تونسية، ولا يداوى خارج أسوار الوطن، فإن عاش فهو كريم وإن مات دفناه دفنا يليق بمنصب رئيس منتخب من الشعب. 

اختلاف ومخاوف
ولم يغب اسم "البجبوج" الذي يحلو للتونسيين مناداة رئيسهم به عن التفاعلات، حيث يقول أحد المغردين: "رغم كل الاختلافات مع البجبوج لكنه رئيس كل التونسيين"، في حين قالت مغردة أخرى "الرئيس التونسي يغادر المستشفى… شكرا لأطباء تونس.. سلامات يا بجبوج".

وكانت الوعكة الصحية للرئيس أثارت مخاوف من حصول فراغ دستوري، خاصة مع قرب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة نهاية العام الحالي، وسط تردد أخبار عن "انقلاب".

وفي تصريحات سابقة، قال حافظ قايد السبسي نجل الرئيس إن "ما وصلنا من معطيات -ونحن لم نكن موجودين هناك- يشير دون شك إلى وجود محاولات من بعض الأطراف لافتكاك السلطة عبر التحايل على الدستور، واستغلال انشغال الناس بالتفجيرات الإرهابية، وأيضا استغلال بعض الثغرات في الدستور، ومن ثم التعامل مع إشاعة موت الرئيس كحدث فعلي، والبحث عن كيفية سد الشغور؛ وكل هذا والرئيس حي يرزق".

المحكمة الدستورية
وفي هذا السياق، طالب الكثير من التونسيين بالإسراع في تشكيل المحكمة الدستورية، وهو ما طالبت به الصحفية مبروكة خذير بالقول: "لعل أكبر درس نستخلصه وقد غادر السيد رئيس الجمهورية فراش المستشفى العسكري، هو ضرورة استكمال تركيز (تفعيل) المحكمة الدستورية".

وتساءلت "ماذا تنتظرون لتركيزها (تفعيلها)؟! تجاوزوا خلافاتكم بأقل الأضرار بدل أن تقعوا في فخ الفراغات.. تحتاج هذه البلاد لعقل حكيم يقفز فوق مصالحكم الحزبية الضيقة".

من جهتها، قالت الصحفية منية العرفاوي: "سعداء بعودتك ولكن غاضبون منك أشد الغضب، لأن غيابك المؤقت كشف مدى هشاشة المسار الديمقراطي في غياب مؤسسات قوية لحمايته.. في غياب محكمة دستورية.. في غيابك قد يصبح التوافق إشاعة بانفلات عقال كل الذئاب من حولك.. وما أكثرهم!".

يشار إلى أن التونسيين قد عبروا عن تخوفهم من احتمال غياب قايد السبسي على المشهد السياسي، وما قد يسببه ذلك من عدم استقرار في البلاد، ولا سيما في ظل عدم انتخاب المحكمة الدستورية المكلفة بإقرار شغور منصب الرئيس في حال وقوعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى