أكاديمي مغربي: لا يمكن توطين العلم في أي بلد إلا بلغة أهله
احتفى المغاربة بأول موسوعة باللغة العربية في مجال الفيزياء الرياضية لمؤلفها البروفيسور الدكتور محمد البغدادي، مؤسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والذي أجرت الجزيرة نت معه حوارا خاصا.
وتتناول أجزاء الموسوعة مجالات الميكانيك التقليدي والنسبوي، والميكانيك الإحصائي والتيرموديناميك، والكهرومغناطيسية والضوء، والميكانيك الكمومي أو ميكانيكا الكم، ثم الفيزياء الإحصائية.
ويقول محمد البغدادي في حواره مع الجزيرة نت إن موسوعته تغطي تقريبا كل ما يحتاجه الفيزيائي الجدّي الذي يريد التخصص في الفيزياء الرياضية خلال الخمس سنوات الأولى من دراسته الجامعية.
ولاقت الموسوعة بأجزائها الخمسة اهتماما واسعا في ظل النقاش الجاري في المغرب حول لغة التدريس، حيث يناقش البرلمان مشروع قانون حول إصلاح التعليم ينص على تدريس المواد العلمية في الثانوي باللغة الفرنسية، مع شروع وزارة التعليم المغربية في فرنسة المواد العلمية في بعض المناطق على سبيل التجريب بعد سنوات من التعريب.
الفيزياء النظرية
ولد الدكتور محمد البغدادي في سوريا، ودرس الحقوق بجامعة دمشق، ثم سافر إلى فرنسا ضمن بعثة لدراسة الرياضيات، وحصل على الإجازة والدراسات العليا ثم الدكتوراه في الرياضيات، واتجه لدراسة الفيزياء النظرية.
حل بالمغرب نهاية الستينيات للعمل خبيرا لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فقرر الاستقرار به والعمل أستاذا جامعيا، ليؤسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس.
ومن خلال ما راكمه من خبرة في التدريس والبحث العلمي، يقول البغدادي إنه لا يمكن توطين العلم في بلد ما إلا بلغة أهل البلد، ويضيف "إذا كانت لغة البلد لا تصلح للعلم فالبلد لا يصلح لأي شيء والأفضل ألا يعلم أصلا".
ويدعو البغدادي إلى التفريق بين لغة التدريس ولغة البحث العلمي، فالتدريس في كل بلاد العالم يتم باللغة الوطنية، لكن على مستوى البحث العلمي، فاللغة العلمية المتداولة اليوم هي اللغة الإنجليزية.