من أي أتت فكرة إرتداء الكعب العالي؟
خزائن الفتيات و النساء مليئة بمختلف أنواع الأحذية, بحيث تتعدد الأشكال, و الأحجام و الأطوال, فتجدها تقتني, الكعوب العالية, الرفيعة منها, أو السميكة, على الرغم من تمايلها, و إنزلاقها, أو إلتواء كاحلها, عند ارتداءها, إلا أنها تناضل و تتحمل, من أجل المحافظة على أنوثتها, و شكلها الفتان, و لكن هل فكرت للحظة, عن مصدر هذا الكعب؟ و من أين أتى؟
كان الرجل, هو أول من إرتدى الكعب العالي في القرون الماضية, حيث كانت كشكل من أشكال ركوب الأحذية, إعتمادا على ما هو موجود في متحف باتا للأحذية في تورونتو, فقد ساعد الكعب العالي في تأمين مواقف المتسابقين, في رمي السهام, بطريقة أكثر فعالية, و لقد زاد الإهتمام بها في بلاد فارس, في إيران, بحيث إعتمد أسلوب القتال إلى حد كبير على الفروسية الجيدة, فقاموا بإرتداء الأحذية لتساعدهم في القتال بشكل جيد.
و في عام 1955, أرسل الشاه الفارسي بعثة دبلوماسية إلى أوروبا, فانبهر الأوروبيين بالثقافة الفارسية, و خاصة بطريقة لبسهم, مما أدى إلى إجتياح ثقافة إرتداء الكعوب العالية في أوروبا آنذاك, بحيث إعتبرها الأرستقراطيين شيئا جريئا, معبرا عن الرجولة, و الكمال, و عندما بدأت الطبقات الدنيا من الأوروبيين بإعتماد إرتداء هذه الكعوب, قام الأرستقراطيين, بزيادة طول كعوبهم, ليتميزوا عن هذه الطبقات, كما قاموا بتزيينها بالإكسسوارت الغالية, و السخيفة.
و قد كان كريستيان لوبوتان ليس أول من إستخدم النعال الأحمر في الأحذية, بل سبقه في ذلك ملك فرنسا, لويس الرابع عشر, فصمم حذاء يبلغ طوله متر و ثلاثة و ستون, بحيث تميز بالنعل الاحمر, و الذي كان رمزا لمكانته, و قد أصدر مرسوما لمنع أعضاء محكمته من لبسه, و قام بتخصيصه, للفئة المفضلة لديه.
و لكن كيف أصبح الكعب العالي جزءا من الموضة عند النساء؟
كانت النساء في قرن 1630 تتمثل بالرجال بشكل كبير, عن طريق قص شعرها بشكل قصير, و إضافة الكتافيات إلى ملابسها, و تدخين السيجار, و إرتداء القبعات, لتكون قريبة إلى الشكل الذكوري, و من ذلك المنطلق, إعتمدت الكعوب العالية تشبها بالرجال, آنذاك, و أصبحت ترتديها في أغلب الأحيان, حتى أصبحت من الموضة العصرية الآن, و بدأت في التلاشي عند الرجال, نظرا للتقدم, و إختلاف النظرة لديهم, حيث أصبحوا يعتقدون بأنها سخيفة, و غير عقلانية, فتطورت الفكرة, و بدأت الكعوب بالتطور, بحيث أخذت أشكال عدة, مناسبة لمختلف أذواق النساء.