قصص إنسانية: ليلى.. شابة بنصف جسد تعيل عائلة بمكناس
الدار/صفية العامري
تتحدر من مدينة مكناس، وتعيش مع والدتها وأختها الصغيرة وابنها، تبيع السجائر صباحا في شارع قرب بيتها، وفي المساء تبيع بضاعة متنوعة في سوق قريب من منزلها في منطقة سباتة..إنها ليلى العاقيبي من مواليد 1989 التي تحدث إعاقتها وتعيش بنصف جسد إنسان، وتكافح الزمن للحصول على لقمة العيش. "الدار" زارتها في بيتها بمدينة مكناس ورافقتها في رحلة عملها اليومي وتعيد تركيب قصتها..
لا تقوى على الحركة والتنقل… محبة للحياة وحزينة في نفس الوقت لأنها لم تحقق بعضا من أحلامها… وتأمل كل يوم أن يتغير حالها إلى الأفضل.
ليلى فتاة شابة بجسد طفلة صغيرة لا تقوى على المشي أو التنقل، تساعدها والدتها في المنزل وأثناء خروجها لركوب عربتها الكهربائية للتوجه إلى العمل، وتشتغل يوميا باستثناء يوم الجمعة مساء؛ أما باقي الأيام فتشتغل من الساعة السابعة صباحا إلى حوالي الثامنة ليلا لتحصل على بعض الدريهمات لتعيش بها رفقة والدتها، التي لأصيبت بدورها بمرض "عرق النسا" أو ما يعرف بـ "السياتيك". وتعجز عن الخروج للعمل وحملها كل ما طلبت ذلك.
تحمل ليلى أحلاما كبيرة تفوق حجم جسمها الصغير، كما تحمل هم عائلتها الصغيرة، وبجسمها الطفولي تعيلهم وتعيل نفسها دون أن تطلب مالا من أحد، لا تقوى على خدمة نفسها في كل شيء، وتحتاج في تحركاتها إلى مساعدة أحد ما. الجميل أيضا في ليلى أنها تحرص على صداقاتها مع الجميع رجالا ونساء…
تمنت لو أكملت تعليمها والحصول عل عمل مناسب لحجمها، خاصة وأنها بعد وفاة والدها اضطرت إلى الخروج من البيت لتبيع السجائر بالتقسيط قرب بيتها، يوميا، من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الواحدة زوالا، لتقصد بعدها البيت لترتاح ثم تنضم إلى أفراد عائلتها ليس على المائدة بل فوقها حيث تضع أسرتها طبقها الذي تاكل منه القليل فقط، قبل أن تشرع في الاستعداد لرحلتها المسائية التي تبدأ الساعة الثانية بعد الزوال، لا فرق في ذلك بين حر الصيف أو قر الشتاء.. تغادر بيت أسرتها حاملة على دراجتها الكهربائية حقيبة ملأى بأنواع مختلفة من البضاعة الخفيفة.
في بيتها المتاضع، تعرف طاقم "الدار" على عائلتها الصغيرة (أمها وأختها)..
عن ولادتها، تقول أمها أنها كانت طبيعية جدا ولبتت بها في المستشفى مدة 40 يوما، وأخبرها الأطباء أنها رضيعة معاقة منكمشة اليدين والرجلين، وكانوا حينها غير متأكدين من اكتمال أنوثتها.. اليوم ليلى فتاة شابة بجسد طفلة لم تكمل سنواتها الأولى، لكنها تحدت إعاقتها وخرجت من عالم الإعاقة الجسدية، ظروف عيشها المزرية زادت حدتها بوفاة والدها، من أجل تحصيل لقمة العيش، تؤكد والدتها.